للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قوله "وما بعدها"، أي بعد الجاهلية، فيكون عصرُ النبوة وعصرُ الخلفاء الأربعة غيرَ داخل. وأما النُّسَخُ التي فيها إثباتُ الواو فهي تقتضي أن يكونَ المرادُ بما بعد الجاهلية مدة زمن صدر الإسلام، وليس للشعراء في صدر الإسلام رفعة، بل كان الشعراء قد هجروا الشعرَ مثل لبيد بن ربيعة العامري، إلا أن يكون المقصودُ الشعراء الذين ذبُّوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة.

قوله "وأواخرها"، وقع في إحدى النسختين التونسيتين "وأواخرهما" بالتثنية، والمرادُ أواخرُ مجموعهم، أي أواخر الثانية منهما.

"إذ كان الله قد أقامه للعرب مقامَ الكتب لغيرها من الأمم" (١): أراد بالكتب كتبَ العلوم والتاريخ؛ لأن العرب أمةٌ أمية امتازت بالفطنة في السجية، فكان شعرُها ترجمانَ ذكائها وديوان آرائها.

"فهو مستودع آدابها ومستحفَظ أنسابها" (٢). وقع في نسختي تونس ونسخة الآستانة عقب هذا جملة لم تثبت فيما نشر الدكتور شكري، وهي "ونظام فخارها يوم النفار"، وموقع هذه الفقرة حسنٌ لما في إثباتها من تعادل الأقسام في الترسل. [و] "النِّفار" بكسر النون، مصدر نافر غيره، إذا خاصمه في الشرف والفخر، فتحاكما في ذلك إلى حكم.

"وديوان حجاجها عند الخصام، ثم سألتني عن شرائط الاختيار فيه وعمَّا يتميز به النظمُ عن النثر وما يُحمد أو يُذَمُّ من الغلو فيه أو القصد، وعن قواعد الشعر التي يجب الكلام فيها وعليها" (٣)، وفي إحدى نسختي تونس "لها أو عليها" وهما أظهر.


(١) المصدر نفسه.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>