للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصومال، والتعايشي. (١)

ويجب أن يكون المجددُ في هذا المقام عالِمًا بالشريعة، وأن يكون مسترشدًا بالعلماء؛ ليصادف الحق الذي يتطلبه الشرع. وإذا كان الفتقُ الذي اعترى الدين من ناحيتين فصاعدًا، تعين أن يكون المجدد كفئًا للنهوض بما يتطلبه التجديد في ذلك، مثل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في موقف ارتداد العرب.


= ابن حوشب الداعي الإسماعيلي باليمن، وصار من كبار أصحابه مفارقًا مذهب الإمامية الذي كان عليه. وبعد أن اطمأن ابن حوشب إلى تمكن التعاليم الإسماعيلية منه أرسله إلى بلاد المغرب ضمن الحجاج من قبيلة كتامة، فنجح في حشد هذه القبيلة للدعوة الإسماعيلية ومهد السيل لقيام الدولة العبيدية.
(١) مهدي الصومال هو الشيخ محمد بن عبد الله حسن (ولد سنة ١٨٦٣ وتوُفِّيَ سنة ١٩٢١)، لقب بمهدي الصومال تشبيهًا له بمهدي السودان محمد بن أحمد. قضى في بداية مسيرته ما لا يقل عن عشر سنوات في رحلات متصلة إلى جميع أنحاء الصومال، لا يسمع عن شيخ متخصص في فرع من فروع المعرفة إلا قصده وتتلمذ عليه. عمل على تكتل الصوماليين وتجاوز انتسابهم إلى القبائل، من أجل توحيد قواهم للجهاد ضد المستعمر. أطلق على أتباعه اسم الدراويش، وقسمهم إلى فرق بغض النظر عن أنسابهم وقبائلهم، وأطلق على كل فرقة اسمًا خاصًّا يميز مهمتها في المعارك، مثل الرماة والمغيرين. قاد محمد بن عبد الله ثورة ضد الاستعمار البريطاني في الصومال استمرت من سنة ١٨٨٩ حتى سنة ١٩٢١، وخاض عشرات المعارك ضد البريطانيين - الذين وصفوه بالملا المجنون - انتصر في معظمها، وكبد المحتلين خسائر فادحة، وسيطر على مناطق عديدة من البلاد. استشهد عام ١٩٢٠ في قصف للطيران البريطاني استهدف مواقعَ الثوار في مدينة جالكاسيو غربي الصومال. أما التعايشي فيبدو أن المصنف عليه رحمة الله خلط بين مهدي السودان وخليفته، وليس التعايشي ممن ادعى المهدية، وإنما صار خليفة لمحمد بن عبد الله بن فحل (١٨٤٣ - ١٨٨٥) الذي ادعى المهدية، وحشد الأتباع، وقاد ما يعرف في تاريخ السودان بالثورة المهدية التي قامت ضد الحكم البريطاني في الخرطوم، فعرف بالخليفة عبد الله التعايشي. قاد التعايشي الدولة المهدية بالسودان من قاعدتها بأم درمان، ساعيًا إلى بسط نفوذها على أكبر ما يمكن من الأقاليم. واسمه محمد التقي بن السيد علي الكرار بن السيد محمد المعطي الداري، من قبيلة التعايشة التي تنسب إلى جهينة. ولد في بادية جنوبي غرب دارفور عام ١٢٦٦/ ١٨٤٦، وانتقل إلى وادي النيل فاتصل بمحمد المهدي، وصار أقرب المقربين إليه. اصطدمت جهود التعايشي في بناء الدولة المهدية وتوسيع دائرة نفوذها بتحديات الوجود الأوروبي الاستعماري في إفريقيا (فرنسا بلجيكا وإيطاليا وإنجلترا)، وقد استشهد في يوم الجمعة ٢٤ نوفمبر ١٨٩٩ م بأم دبيكرات، قرب مدينة كوستي الواقعة على النيل الأبيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>