الأحوال، حتى في حالة طول فقراته، وبعد ما بين أوائل قرائنه وأواخرها. فالواو في كلامه واوُ الحال، وحرف "إن" وصليَّة، مثل "لو" الوصلية، كما هي في قول عمرو بن معد يكرب:
وضمائر "فصوله"، و"حزونه" و"سهوله" عائدة إلى الترسل. وأثبت للفصول أنفاسًا على طريقة المجاز العقلي، وإنما هي أنفاس الكاتب والتالي لذلك الترسل. وجعل للترسل حُزونًا وسهولًا استعارةً لأوائل الترسل وأواخره، أوائل كل فقرة منه وأواخرها؛ لأن أول الشيء يُشبِهُ أعلى الأَكَمة، وآخره يشبه السهل من الجبل.
وعطفُ "وعز" على "قلة وكثرة" عطفُ الفعل على الاسم الشبيه بالفعل، وهو كثير. وجرد "تطاول" من تاء التأنيث؛ لأن فاعله وهو "أنفاس" جمعُ تكسير، فيجوز فيه حذفُ التاء.
وقول المؤلف:"إلا أن يكون مضمنًا بأخيه وهو عيب فيه"، أشار إلى ما يُسَمَّى عند علماء العروض بالتضمين، وهو أن يتوقَّف فهمُ معنى البيت على معرفة البيت الذي بعده، وهو عيبٌ في الشعر العربي. ومع ذلك وقع في شعر فحول الشعراء، ووقع لنابغة في عدة قصائد كقوله:
(١) الشاعر هو أبو ثور عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزبيدي، كان من فرسان العرب المشهورين بالبأس في الجاهلية، أدرك الإسلام وقدم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ارتد بعد وفاته فيمن ارتد من أهل اليمن، ثم هاجر إلى العراق فأسلم، وشهد القادسية وأبلى فيها البلاء الحسن. أما البيت فهو طالع قصيدة مشهورة خالصة النسبة لعمرو، وهي تقع في سبعة عشر بيتًا من مجزوء الكامل، وقد أوردها كاملة أبو تمام في "ديوان الحماسة". المرزوقي: شرح ديوان الحماسة، ج ١، ص ١٧٤ (الحماسية ٣٤)؛ شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي، جمعه ونسقه مطاع الطرابيشي (دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، ط ٢، ١٤٠٥/ ١٩٨٥)، ص ٧٩.