للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسم الزند، وهو كتاب دين الفرس القديم كما سيأتي. وقد جاء في حوادث سنة ١٦٣ هـ أن المهديَّ لَمَّا خرج إلى غزو الروم وبلغ إلى حلب، أرسل فجمع مَنْ بتلك الناحية من الزنادقة، فقتلهم وقطّع كتبَهم بالسكاكين (١). وأقام لهذه الأعمال خطّةً يُسمَّى صاحبُها صاحب الزنادقة، وقد وَلِيَها عثمان بن نَهِيك وعمر الكَلْوَاذاني (٢)، ومحمد بن عيسى بن حمدويه، فقتل من الزنادقة خلقًا كثيرا (٣).

وذكر ابن الأثير في حوادث سنة ١٦٦ هـ أن المهدي "أخذ داود بنَ رَوح بن حاتم، وإسماعيل بن مُجالد، ومحمد بن أبي أيوب المكي، ومحمد بن طيفور في الزندقة، فاستتابهم وخلى سبيلهم، وبعث داود إلى أبيه وهو بالبصرة، وأمره بتأديبه" (٤). وذكر في حوادث سنة ١٥٥ هـ أن عبد الكريم بن أبي العَوجاء حُبس بالكوفة على الزندقة في زمن أبي جعفر المنصور، حَبَسه عاملُ الكوفة محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم قتله بدون أمر المنصور، وغضب المنصور على عامله وعزله (٥).

وذكر صاحبُ الأغاني أن علي بن الخليل الشاعر رُميَ بالزندقة لاتصاله بصالح بن عبد القدوس، ثم ثبتت براءته فأطلق (٦). وقتل المهدي صالح بن عبد القدوس الشاعر في سنة ١٦٧ هـ على تهمة الزندقة، مع ما أفصح صالح عنه من البراءة وصحة الإيمان (٧).


(١) ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج ٥، ص ٢٤٤.
(٢) بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو بعدها ألف ثم ذال معجمة بعدها ألف، منسوب إلى بلد يسمى بكَلْوَاذَى قرب بغداد. المصنف. جاء هذا البيان بين قوسين في المتن ورأينا وضعه في الحاشية أولَى.
(٣) ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج ٥، ص ٢٥٨.
(٤) المرجع نفسه، ج ٥، ص ٢٥٣.
(٥) المرجع نفسه، ص ٢٠٧.
(٦) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ١٤، ص ١٧٥ - ١٧٧ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ٥/ ١٤، ص ٣٤٩ (نشرة الحسين).
(٧) ما قاله المصنف بشأن قتل المهدي صالحَ بن عبد القدوس هو ما ذكره الصفدي. وذكر ابن المعتز روايتين: الأولى أن الذي قتله المهدي، والثانية أنه هارون الرشيد، وقال: هذا الوجه "عندي =

<<  <  ج: ص:  >  >>