للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغزّال، وكان مدح واصلًا (١)، فلما أظهر بشارٌ مذهبه هتف به واصل فقام بتكفيره وقَعَد، وقال بشار فيه:

مَالي أُشَايِعُ غَزَّالًا له عُنُق ... كَنِقْنِقِ الدَّوِّ إنْ وَلَّى وَإِنْ مثَلَا

عُنْقَ الزَّرَافَةِ مَا بَالي وَبَالُكُمُ ... أَتُكفِّرُونَ رِجَالًا أكْفَروا رَجُلَا!

يريد الإنكارَ على المعتزلة حيث كفَّروا الخوارج. وبشار يتوهّم أو يُوهم أن المعتزلة ما حَمَلهم على ذلك إلا أن الخوارج كفَّروا عليًّا - رضي الله عنه -، فقال واصل: "أما لِهذا الأعمى المُلحِد، أما لهذا المشَنَّفِ المكَنَّى بأبي معاذ من يقتله؟ " (٢) فكان غضبُ واصلٍ عليه سببًا في نفيه عن البصرة، فسكن حرَّان إلى أن توُفِّيَ واصل، فرجع بشار إلى البصرة سنة ١٣١ هـ, فقال فيه صَفْوان:


= أحمر، فلما قال حماد فيه"، ثم ذكر الأبيات. والبيتان اللذان بين معقوفتين لم يذكرهما المصنف. وانظر القصيدةَ كاملة عند الجاحظ: كتاب الحيوان، ج ١، ص ٢٤٠ - ٢٤١.
(١) ومما مدح به بشار واصلًا قوله:
تَكَلَّفُوا القَوْلَ والأَقْوامُ قد حَفَلُوا ... وحّبَّرُوا خُطبًا نَاهِيكَ مِنْ خُطَبِ
فَقَامَ مُرْتَجِلًا تَغْلِي بَدَاهَتُهُ ... كَمِرْجَلِ القَينِ لمَّا حُفَّ باللهبِ
وَجَانَبَ الرَّاءَ لَمْ يشْعُرْ بها أحدٌ ... قبل التصفُّحِ والإغراقِ فِي الطَّلبِ
الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ٢٤ - ٢٥؛ الشريف المرتضى: غرر الفوائد ودرر القلائد، ج ١، ص ١٥٥؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ١٨ - ٢٠.
(٢) ساق المصنف كلام الجاحظ والبيتين اللذين هجا بهما بشارٌ واصلَ بن عطاء بتصرف مع تقديم وتأخير. انظر البيتين في البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ١٨ وبقية الكلام في ص ٢٤. وعبارة "كان بشارٌ في أول أمره صديقًا لواصل بن عطاء" ليست من كلام الجاحظ وإنما هي للأصفهاني أدمجها المصنف في كلام الجاحظ تصرفًا منه في عبارة هذا الأخير: "وكان بشار كثيرَا المديح لواصل بن عطاء قبل أن يدين بشار بالرجعة". وقد ساق المصنف عبارة الأصفهاني بتصرف يسير. كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٤٥ و ٢٢٤ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٤٨ و ٧٠١ (نشرة الحسين). وأورد الشريف المرتضى كلام واصل على النحو الآتي: "أما لِهذا الأعمى المُلحِد! أما لهذا المشَنَّفِ المكْتَنَى بأبي معاذ من يقتله! " الشريف المرتضى: غرر الفوائد ودرر القلائد، ج ١، ص ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>