للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَلِيفَةٌ يَزْنِي بَعَمَّاتِهِ ... يَلْعَبُ بِالدَّبُّوقِ وَالصَّوْلَجَانْ!

أَبْدَلَنَا اللهُ بِهِ غَيْرَهُ وَدَسَّ ... مُوسَى فِي حِرِ الخَيْزُرَانِ

فأنشدهما في حلقة يونس بن حبيب [الضبي] النحويّ، فسعى به يونس إلى الوزير (١). وقال المعري في رسالة الغفران: "وكان في الحلقة سيبويه، ويدعي بعضُ الناس أنه وشى به. وسيبويه - فيما أحسب - كان أجلَّ موضعًا من أن يدخل في هذه الدّنيات، بل يعمد لأمور سَنِيّات" (٢). وعندي أن كل هذا مما يختلقه حسّادُه وأعداؤه الذين أغراهم به بذاؤه، وقد قال في خطابه للمهدي في قصيدة:

أَخَافُ انْقِطَاعَ الدَّرِّ بَعْدَ ابْتِزَازِهِ ... وَتَبْلِيغَ مَنْ يَسْدِي الحَدِيثَ وَيَنْسُجُ (٣)

ويظهر أن قتلَ بشار قد تقدمه قتلُ بعض أصحابه، وأن بشارًا لم يمنعه ذلك من رثاء مَنْ قُتل من أصحابه، فإن له أبياتًا ضاديّة ذكرها الشريف المرتضى في أماليه تشير إلى قتل اثنين من أصحابه، وهي:

غَمَضَ الجَدِيدُ بِصَاحِبَيْك فغمَّضَا ... وَبَقِيتَ تَطْلُبُ فِي الحِبَالَةِ مَنْهَضَا

. . . إلخ (٤)، وستأتي في الملحقات. وقال أيضًا في ديوانه:


(١) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ٢٤٣، ٢٤٥ - ٢٤٦ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٧١٥، ٧١٧. (نشرة الحسين)؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ٢٢٩.
(٢) المعري: رسالة الغفران، ص ٤٣٠. وقد ذكر المصنف كلام المعري بتصرف وفضلنا سوقه بلفظه.
(٣) ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ٦٥.
(٤) الشريف المرتضى: غرر الفوائد ودرر القلائد، ج ٢، ص ١١٥ - ١١٧. والقصيدة من الكامل، وبعضُها - دون البيت المذكور هنا - في المختار من شعر بشار (ص ٢٥ - ٢٦) مع اختلاف في الرواية وعدد الأبيات. والجديد: الزمان. ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ١٠٦ - ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>