"فأعطاه خمسةَ آلاف درهم، وكساه، وحَمَلَه على بغل، وجعل له وِفادَةً كلَّ سنة، ونهاه عن التشبيب البتّة. فقدم عليه في السنة الثالثة، فدخل عليه فأنشده" قصيدته:
وذكر أبو الفرج عن أبي العالية "أن بشارًا قدم على المهدي، فلما استأذن عليه قال له الرّبيع: قد أذن لك وأمرك ألا تُنشد شيئًا من الغزل والتشبيب، فادخُل على ذلك، فأنشده:
(١) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ٢١٩ - ٢٢٠ (نشرة القاهرة)، الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٩٨ - ٦٩٩ (نشرة الحسين). وما بين القوسين ليس من كلام الأصفهاني وإنما هو زيادة من المصنف، وما بين الحاصرتين من شعر لم يورده المصنف وأثبتناه لبيان عدم التزام بشار بما شرطه عليه الربيع. هذا وقد جاء رسم لفظة "فادخُلْ" بصيغة الأمر، وهناك وجهٌ آخر لقراءتها بأن تجيءَ على صيغة المبني للمجهول (فَأُدْخِلَ)، فيكون المعنى أن بشارًا أُذن له بالدخول على المهدي شريطةَ أن لا يُنشد شيئًا من الغزل. والأبيات من قصيدة في سبعة وثمانين بيتًا من بحر الطويل. ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٣، ص ٢٤٥ - ٢٥٩.