للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الفخر والحماسة فقد قيل: إن أفخر بَيت قول بشار:

إذا مَا غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً ... هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أو تُمْطِرُ الدَّمَا

إذَا مَا أَعَرْنَا سَيِّدًا مِنْ قَبِيلَةٍ ... ذُرَى مِنْبَرٍ صَلَّى عَلَينَا وَسَلَّمَا (١)

يريد أن الخطباء يصلّون على الرسول وآله، وهم مُضَر الذين منهم بنو عُقيل بن كعب من بني عامر بن صعصعة مولى بشار (٢).

وأما باب الوصف، وهو الذي يُقصد منه حكايةُ واقعةٍ تامة بدون تلميح ولا كناية، ولكن بتفصيل قصير أو طويل، فهو فنٌّ من الشعر نادرٌ في كلام العرب


= ٧١٢). قال التبريزي في شرحهما: "وقال أبو هلال: هذا الشعر لعبد الله بن سالم بن خياط مولى هذيل، دخل على المهدي فأنشده هذين البيتين، فأمر له بخمسين ألف درهم، ففرقها ولم يرجع إلى منزله منها بشيء". شرح ديوان الحماسة، ج ٢، ص ٩٦١ - ٩٦٢ (الحماسية ٧١٣)؛ وفضلًا عن أبي هلال العسكري، نسب البيتين إلى ابن الخياط كلٌّ من الجرجاني والمرتضى والوطواط، وذكر الجرجاني أن أبا تمام أخذهما في قوله:
عَلَّمَنِي جُودُكَ السَّمَاحَ فَمَا ... أَبْقَيْتُ شَيْئًا لَدَيَّ مِنْ صِلَتِكْ
الجرجاني: الواساطة بين المتنبي وخصومه، ص ١٩١؛ المرتضى: غرر الفوائد ودرر القلائد، ج ١، ص ٤٩٢؛ الوطواط: غرر الخصائص، ص ٣١٨. [وبيت أبي تمام أورده الأصفهاني في قطعة من أربعة أبيات وذكر أنها قيلت في مدح خالد بن يزيد بن مَزْيَد. الأغاني، ج ٦/ ١٦، ص ٢٧٠ (نشرة الحسين)]. أما البيت الذي نسبه الجرجاني إلى أبي تمام فلم أعثر عليه في ديوانه، وقد ذكره الأصفهاني ضمن أربعة أبيات منسوبة إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وأنه قالها في طلحة بن طاهر أمير خراسان (المتوفى سنة ٢١٣/ ٨٢٨). الأغاني، ج ٢/ ٥، ص ٥٠٦ (نشرة الحسين)]. قال المصنف عليه رحمة الله بين يدي البيتين: "وأنشد له في الأغاني صفحة ٢٦ جزء ٣ ولم يذكر الممدوح بهما"، ثم ذكر في الحاشية نسبتهما إلى ابن الخياط. ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ٥٥ (الملحقات).
(١) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٥٠ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٥٩ (نشرة الحسين)؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ١٨٤. وفي رواية "أو تقطر". والدما: يجوز فتح داله على الإفراد وكسرها على أنه جمع دم، وقصر للضرورة". من حاشية المصنف في شرح البيت.
(٢) قال ابن رشيق: "وأفخر بيت صنعه محدث عندهم قول بشار"، ثم ساق البيتين اللذين ذكرهما المصنف. العمدة، ج ٢، ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>