للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشعراء صدر الدولة الأموية. فمنه في شعر العرب قولُ زهير في المعلقة في وصف سير الحي:

تَبَصَّرْ خَلِيلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ ... تَحَمَّلْنَ بِالعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ

الأبيات (١). ومنه قول عمر بن أبي ربيعة وأوجز:

وَلَقَدْ قَالَتْ لأَتْرَابٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ

أَكَمَا يَنْعتُنِي تُبْصرْنَنِي؟ ... عَمْرُكُنَّ الله أَمْ لَا يَقْتَصِدْ

فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلِّ عَيْنِ مَنْ تَوَدْ (٢)

وقال أبو حيّة النُّمَيري من شعراء الحماسة:

رَمَتْهُ أناةٌ مِنْ ربِيعَةَ عَامِرٍ ... نَؤُومُ الضُّحَى فِي مأتَمٍ أيِّ مَأْتَمِ

فَجَاء كَخُوطِ البَان لَا مُتَتَابعٌ ... وَلَكِنْ بِسِيمَا ذِي وقارٍ وميْسَمِ

فَقُلْنَ لَهَا سِرًّا: فَدَيْنَاكِ لَا يَرُحْ ... صَحِيحًا، وإن لَمْ تَقْتُلِيه فَألمِمِي

فَألقَتْ قنَاعًا دُونَهُ الشمسُ واتَّقَتْ ... بأحْسَنِ مَوْصُولَيْنِ كَفٍّ وَمِعْصَمِ

وَقَالَتْ فَلَمَّا أَفْرَغَتْ فِي فُؤَادِهِ ... وَعَيْنَيْهِ مِنْهَا السِّحْرَ قُلْنَ لَها: أنعَمِ


(١) البيت هو السابع في قصيدة مدح بها زهير الحارثَ بن عوف بن أبي حارثة وهرم بن سنان، وذكر فيها سعيهما بالصلح بين عبس وذُبيان، وطالعها:
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ ... بِحَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فَالمُتَلَثِّمِ
ديوان زهير بن أبي سلمى، ص ١٠٢ - ١١٢.
(٢) الأبيات من قصيدة "ليت هندًا". ديوان عمر بن أبي ربيعة، ص ٧٩. وصدر البيت الأول في الديوان المطبوع: "زعموها سألت جاراتها".

<<  <  ج: ص:  >  >>