للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرَاحَ وَمَا يَدْرِي: أَفِي طَلْعَةِ الضُّحَى ... تَروَّحَ أَمْ دَاجٍ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمِ (١)

ولبشار فيه اليدُ الطُّولَى، والنفس الأطول، كقوله يصف ليلةَ زفافِ حبيبته وسفرها (٢):

دَعَوْتُ بِوَيْلٍ يَوْمَ رَاحَ عَتَادُهَا ... وَأَوْدَعَنِي الزَّفْزَافَ لَيْلَةَ أَدْلَجُوا

وَقَدْ زَادَنِي وَجْدًا عَلَيْهَا وَمَا دَرَتْ ... مَجَامِرُ فِي أَيْدِي الجَوَاري تَأَجَّجُ

بعمن مَنْصُور المُغِيرِي جِمَالَهُ (٣) ... وَقَلْبِي لَهُ هَذَا مِنَ الحلْمِ أَعْوَجُ

وَمَا خَرَجَتْ فِيهِنَّ حَتَّى عَذَلْنَهَا ... قيَامًا وَحَتَّى كَادَت الشَّمْسُ تَخْرُجُ

فَقَامَتْ عَلَيْهَا نَضْرَةٌ وَاسْتِكَانَةٌ ... تَسَاقَطُ كَالنَّشْوَى حَيَاءً وَتَنْهَجُ

وَمَا كَانَ مِنّي الدَّمْعُ حَتَّى تَوَجَّهَتْ ... مَعَ الصُّبْح يَقْفُوهَا الفَنيدُ المُسرَّجُ

فَيَا عِبَرًا مِنْ بَيْنِهَا قَبْلَ نَيْلهَا ... وَمِنْ سَفَطٍ فِيهِ القَوَاريرُ تَحْرَجُ

خَرَجْنَ بِهِ في حَجْر أُخْرَى كَأَنَّهُ ... بُنَيُّ لَيَالٍ فِي المَعَاوزِ يُدْرَجُ


(١) الطائي: ديوان الحماسة برواية الجواليقي، ص ٢٦٩؛ المرزوقي: شرح ديوان الحماسة، ج ٣، ص ١٣٦٨ - ١٣٦٩. الخطيب التبريزي: شرح ديوان الحماسة، ج ٢، ص ٨١٧ - ٨١٩. وانظر الأبيات كلها في قصيدة من واحد وستين بيتًا من بحر الطويل في: شعر أبي حية النميري، ص ٧٣ - ٨٢. والبيت الأخير - وهو العشرون في قصيدة الديوان - ليس في ديوان الحماسة، أما البيت الذي قبل الأخير فجاء فيه: "قُلْنَ لَه: قُمِ" بدل "قُلْنَ لَها: أنعَمِ"، وهو ليس في ديوان أبي حية.
(٢) الأبيات من قصيدة من بحر الطويل أنشأها بشار في الحنين إلى حبيبته خشابة وقد زوجت. ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ٦٨ - ٧٠.
(٣) قال المصنف أثناء شرح هذا البيت في الديوان: "منصور: اسم الكريِّ الذي جاء بالجمال، وكتب المعيري بعين مهملة، والظاهر أنه بالغين المعجمة نسبةً لبني المغيرة. وقوله جماله بكسر الجيم. والكلمة الأولى من البيت "بعمن" لم تُفهم، ولعلها تحريف يعمد، أي يقوم، بدليل المقابلة بقوله: أعوج. وأحسب أن في هذا البيت تحريفًا؛ لأنه لم يتضح معنى المصراع الثاني". ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ٦٩ (الحاشية رقم ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>