للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَكِنَّ قَوْمِي وَإِنْ كَانُوا ذَوِي عَدَدٍ ... لَيْسُوا مِنَ الشَّرِّ فِي شَيْءٍ وَإِنْ هَانَا

كَأَنَّ رَبَّكَ لَمْ يَخْلُق لِخَشْيَتِهِ ... سِوَاهُمُو مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِنْسَانَا (١)

ويسلكون طريقةَ التشبيه بالأشياء المحقَّرة، كقول الأخطل في هجاء بني حارث:

ضَفَادعُ في ظَلْمَاءِ لَيْلٍ تجَاوَبَتْ ... فَدَلَّ عَلَيْهَا صَوتُهَا حَيَّةَ البَحْرِ (٢)

وطريقة التهكم، كقول ابن زَيَّابَةَ:

نُبِّئْتُ عَمْرًا غَارزًا رَأْسَهُ ... فِي سِنَةٍ يُوعِدُ أَخْوَالَهُ

وَتِلْكَ مِنْهُ غَيْرُ مَأْمُونَة ... أَنْ يَفْعَلَ الشَّيْءَ إِذَا قَالَهُ (٣)

وقلما أفحشوا في هجائهم، كقول إياسَ بنِ الأرَتِّ:


(١) الشاعر هو قُريط بن أنيف العنبري التميمي، كما جاء في نسخة ديوان الحماية بشرح التبريزي، وفيها: "قال بعض شعراء بَلْعَنبر، واسمه قُريط بن أُنَيف". وهو شاعر جاهلي، في حياته غموض. وذكر الخطيب التبريزي أن أبا عبيدة معمر بن المثنى قال: "أغار ناسٌ من بني شيبان على رجل من بَلْعَنبر يقال له قريط بن أنيف فأخذوا له ثلاثين بعيرًا، فاستنجد أصحابه فلم ينجدوه، فأتى بني مازن فركب معه نفرٌ فأطردوا لبني شيبان مائة بعير ودفعوها إلى قريط وخرجوا معه حتى صاروا إلى قومه"، فقال قريط أبياتًا يمدح فيها بني مازن ويهجو قومه، وأولها:
لَوْ كُنْتُ مِنْ مَازِنٍ لَمْ تَسْتَبِحْ إِبِلِي ... بَنُو اللَّقِيَطِةِ مِنْ ذهْلِ بنِ شَيْبَانَا
التبريزي: شرح ديوان الحماسة، ج ١، ص ١٤ - ٢٢؛ المرزوقي: شرح ديوان الحماسة، ج ١، ص ٢٢ - ٣١.
(٢) ديوان الأخطل، ص ١١٣. والبيت من قصيدة من واحد وستين بيتًا من بحر الطويل بعنوان "فتحنا لأهل الشام بابًا من النصر"، قالها الأخطل في مدح عبد الملك بن مروان وهجاء القيسيين.
(٣) المرزوقي: شرح ديوان الحماسة، ج ١، ص ١٤٢ - ١٤٣؛ التبريزي: شرح ديوان الحماسة، ج ١، ص ١٠٧ - ١٠٨. وابن زيابة هو عمرو بن الحارث بن همام، وقيل اسمه سلمة بن ذهل، من بني تيم اللات بن ثعلبة، شاعر جاهلي من أشراف بكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>