للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أمالي الشريف المرتضى الموسوي عن علي بن هارون قال: "وما في الدنيا شيءٌ لقديم ولا محدَث من منثور ولا منظوم في صفة الغناء واستحسانه مثل هذه الأبيات (لبشار):

وَرَائِحَةٍ لِلْعَيْنِ فِيهَا مَخْيَلَةٌ ... إِذَا بَرَقَتْ لَمْ تَسْقِ بَطْنَ صَعِيدِ"

فذكر أبياتًا عشرة هي من القصيدة التي في ورقة ١٣٩ (١).

وذكر الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" عن علي بن يحيى بن أبي منصور أحد أصحاب إسحاق المَوْصلي قال: "ما عُرف بشار بسرقة شعر جاهلي، ولا إسلامي". (٢) وقال الجاحظ في كتاب "البيان والتبيين": "المطبوعون على الشعر من المولدين بشارٌ العُقيلي، والسيّد الحِمْيري، وأبو العتاهية، وابن أبي عيينة. وقد ذكر الناسُ في هذا الباب يحيى بن نوفلَ، وسلْمًا الخاسِر، وخلف بن خليفة". قال الجاحظ: "وأبان بن عبد الحميد اللاحقي أوْلَى بالطبع من هؤلاء، وبشارٌ أطبُعهم كلِّهم". (٣) وفي المجموعة الأدبية العتيقة: "قال المازني: سألتُ الأصمعي عن بشار، فقال: غوّاصٌ نظّار، يصفُ الشيءَ لم يرَه وكأنَّه رآه، ويجمع في البيت الواحد ما فرّقتْه الشعراءُ في عدّة. فقلت له: مثلَ أيش؟ فقال: مثل قوله:

كَأنَّهَا رَوْضَةٌ مُنَوَّرَةٌ ... تَجْمعُ طيبًا ومنظرًا حَسَنَا (٤)


(١) الشريف المرتضى: غرر الفوائد ودرر القلائد، ج ٢، ص ١٢٠ - ١٢١؛ ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ١١٦ - ١١٩. والأبيات المشار إليها هي من قصيدة من ثلاثة وثلاثين بيتًا من بحر الطويل ذكر الأصفهاني أن بعضها قيل في جارية مغنية للمهدي. الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٨٩ (نشرة القاهرة)، الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٧٧ (نشرة الحسين).
(٢) الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام، ج ٧، ص ٦١٣. وقد سبق إلى ذكر ذلك أبو الفرج الأصفهاني. كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٩٥ - ١٩٨ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٨٣ - ٦٨٤ (نشرة الحسين).
(٣) الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ٤٤.
(٤) ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ٢٤٤ (الملحقات).

<<  <  ج: ص:  >  >>