للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

أَنا وَالله أَشْتَهِي سِحْرَ عَيْنَيْـ ... ـكِ وَأَخْشَى مَصَارِعَ العُشَّاقِ" (١)

وقال أبو العيناء عن الأصمعي: دخلْتُ على الرشيد فقال: أنشدني أفْخَر بيتٍ قالتْه العرب (٢)، فقلت: بيت جرير:

إذا غَضِبَتْ عَلَيْكَ بَنُو تَمِيمٍ ... وَجَدْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ غِضَابَا (٣)

فقال الرشيد: بشار أفخرُ منه حيث يقول:

إِذَا مَا غَضبْنَا غَضْبَةً مُضَريَّةً ... هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أَوْ نُقْطِرَ (٤) [الدَّمَا] [*]

ثم قال: أنشدني أمدحَ بيت قالته العرب، فأنشدتُه قول جرير:

أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا ... وَأَنْدَى العَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ (٥)

فقال: بشار أمدحُ، حيث يقول:

لَيْسَ يُعْطِيكَ لِلرَّجَاءِ وَلَا الخَوْ ... فِ وَلَكِنْ يَلَذُّ طَعْمَ العَطَاءِ

يَسْقُطُ الطَّيْرُ حَيْثُ يَنْتَثِرُ الحَبُّ ... وَتُغْشَى مَنَازِلُ الكُرَمَاءِ (٦)


(١) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٦، ص ٢٤٦ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ٢/ ٦، ص ٧٥١ (نشرة الحسين)؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ١٣٧.
(٢) لم أعثر على محاورة الرشيد مع الأصمعي فيما تيسر لي الاطلاع عليه من مراجع الأدب والتاريخ، وعسى محسنًا من أهل العلم يدلني عليها.
(٣) البيت هو السادس والتسعون من قصيدة تشتمل على مائة وأربعة عشرة بيتًا قالها جرير في هجاء الراعي النميري. ديوان جرير، ج ٣، ص ٨٢٣.
(٤) الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٥٩؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ١٨٤. وفيهما "تُمطر" بدل "نُقطر".
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفتين ليس في المطبوع، والبيت مشهور
(٥) البيت هو الخامس عشر من قصيدة من اثنين وعشرين بيتًا لم تذكر مناسبتها. ديوان جرير، ج ١، ص ٨٩.
(٦) ديوان بشار بن برد، ج ١/ ١، ص ١٣٦. ترتيب البيتين في الديوان معكوس، وهما الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون من قصيدة من ثلاثة وخمسين بيتًا من بحر الخفيف يمدح فيها بشار عقبة =

<<  <  ج: ص:  >  >>