للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: أنشدني أهجى بيت قالته العرب، فأنشدته:

قَوْمٌ إِذَا اسْتَنْبَحَ الأَضْيَافُ كَلْبَهُمُ ... قَالُوا لأُمِّهِمُ: بُولِي عَلَى النَّارِ (١)

فقال: بشار أهجى منه حيث يقول:

إِذَا أَنْكَرْتَ نِسْبَةَ بَاهِلِيٍّ ... فكَشِّفْ عَنْهُ حَاشِيَةَ الإِزَار

عَلَى اسْتَاهِ سَادَتِهمْ كِتَابٌ ... مَوَالِي عَامِرٍ وَسْمًا بِنَارِ (٢)

وفي أمالي المرتضى: "قيل لأبي حاتم: من أشعرُ الناس؟ قال: الذي يقول (يعني بشارًا):

وَلَهَا مَبْسِمٌ كَثَغْرِ الأَقَاحِي ... وَحَدِيثٌ كَالوَشْي وَشْيِ البُرُودِ

نَزَلَتْ فِي السَّوَادِ مِنْ حَبَّةِ القَلْـ ... ـبِ وَنَالَتْ زِيَادَةَ المُسْتَزِيدِ

عِنْدَها الصّبْرُ عِنْ لِقَائِي وَعِنْدِي ... زَفَراتٌ يَأْكُلْنَ صَبْرَ الجَلِيدِ" (٣)

وقال الجاحظ في كتاب "البيان والتبيين": "ولم يكن في المولدين أصوَبُ بديعًا من بشار وابن هَرْمَةَ"، "والعتَّابِيُّ (٤) يحتذي حذْوَ بشارٍ في البديع". قال: "والمطبوعون


= ابن سلم الهنائي الذي كان واليًا على البصرة زمن الخليفة أبي جعفر المنصور الذي وجهه سنة ١٥١ هـ لقتال أهل البحرين. توفي عام ١٦٧ هـ في بغداد مطعونًا بخنجر.
(١) البيت لجرير، وقد سبق بيان ذلك.
(٢) سبق توثيق هذين البيتين والتعليق عليهما.
(٣) الشريف المرتضى: غرر الفوائد ودرر القلائد، ج ١، ص ١٥٦؛ ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ١٩٠ وج ٢/ ٤، ص ٤٧.
(٤) هو عمرو بن كلثوم بن عمرو المعروف بالعتابي، وهو من ذرية عمرو بن كلثوم شاعر المعلقة -[والمذكور في البيان ومعجم الشعراء ومعجم الأدباء والفهرست والوفيات وغيرها: أن العتابي اسمه كلثوم بن عمرو وكنيته أبو عمرو]. وانظر دراسة موسعة عن حياته وأدبه في: مسعد بن عيد العطوي: العتابي: حياته وأدبه (المملكة العربية السعودية، بدون اسم الناشر، الطبعة الأولى، ١٤٢٧/ ٢٠٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>