للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو مع ذلك قد استوعب ما يتعلق بحوادث بشار، وذكر شعرًا كثيرًا منه.

وفي أواخر عام ١٣٥٣ ظهر كتاب اسمه: "مختار المختار من شعر بشار"، اختاره الأديب أبو الطاهر إسماعيل التجيبي القيرواني مما اختاره الأديبان الأخوان أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد الخالديان الموصليان، وشرح له لأبي الطاهر إسماعيل التجيبي القيرواني. نشره وعلق عليه العلامة السيد محمد بدر الدين العلوي الهندي - معلم العربية في جامعة عليكرة - بإعانة المستشرق الأستاذ كرونكو والعلامة الشيخ عبد العزيز الميمني (١)، وذلك في أواسط سنة ١٣٥٣، وقد طبع بمطبعة الاعتماد بمصر.


(١) هو عبد العزيز الميمني الراجكوتي، نسبة إلى بلدة راجكوت، وهي تقع في إقليم كاتهيا دار (التي تعرف الآن باسم سوراشترا على الساحل الغربي للهند). ولد سنة ١٣٠٦/ ١٨٨٨، ونشأ في بيت عريق في التجارة. التحق عبد العزيز الميمني بالكتاب، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم استكمل دراسته العالية في "لكهنو" و"رامبور" و"دهلي"، والتقى بشيوخ وعلماء كثيرين، ونال الإجازة منهم. شغف الميمني بالعربية، فتعمق فيها، وعكف على الشعر العربي قراءة وحفظًا، حتى إنه حفظ ما يزيد على سبعين ألف بيت من الشعر القديم، وكان يحفظ ديوان المتنبي كاملا. بدأ حياته بالكلية الإسلامية ببيشاور، حيث درس العربية والفارسية، ثم انتقل منها إلى الكلية الشرقية بمدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب. ثم استقر بالجامعة الإسلامية في عليكرة، وظل يتدرج بها في المناصب العلمية حتى عين رئيسًا للأدب العربي بالجامعة، ومكث بها حتى أحيل إلى التقاعد. وعندما دعته جامعة كراتشي بباكستان ليتولى رئاسة القسم العربي بها لبَّى الدعوة، وأسندت إليه مناصب علمية أخرى، فتولى إدارة معهد الدراسات الإسلامية لمعارف باكستان، وظل يعمل في هذه الجامعة حتى وفاته. كان الميمني واسع الثقافة العربية، وأتاح له دأبه الشديد في مطالعة خزائن الهند أن يقف على النوادر منها، وأن يتحف المكتبة العربية بما تيسر له تحقيقه وطبعه منها. ولم تشف خزائن الكتب في الهند ظمأه العلمي، فاتجه إلى البلاد العربية وتركيا سنة ١٣٥٤/ ١٩٣٦ بحثًا عن المخطوطات، ووقف على نوادر كثيرة منها، فطاف بخزائن إستانبول وزار مكتباتها التي تضم أكبر مجموعة خطية من التراث العربي. وزار القاهرة وتوثقت صلته بعلمائها، واتصل بلجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يرأسها الأديب الكبير أحمد أمين. كما زار سوريا، واستعانت به وزارة الثقافة بدمشق للاستفادة من خبرته في مجال المخطوطات. وكان المجمع العلمي العربي بدمشق قد اختاره عضوًا مراسلًا به في سنة ١٣٤٧/ ١٩٢٨ وهو في الأربعين من عمره تقديرًا لنبوغه المبكر، ومعرفته العميقة بالعربية وآدابها، وظل في المجمع =

<<  <  ج: ص:  >  >>