للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - ووقع في صفحة ٥٥ بين حاصرتين أربعةُ أسطر في أول الصفحة من قوله: "وتقول للرجل الواحد: [من أنت؟ والرجلان: من أنتما؟ وممن أنتما؟ وللجماعة: منون أنتم؟ قال الشاعر:

أَتَوْا نَارِي فَقُلْتُ: مَنُونَ أَنْتُمْ؟ ... فَقَالُوا: الجِنُّ، قُلْتُ: ] عِمُوا ظَلَامًا" (١)

وقال الأستاذ الناشر في تعليقه: إن ما بين الحاصرتين جاء في آخر المقدمة، فوضعه مع مسائل المبتدأ (٢). وأقول: لم أدر كيفيةَ وضع هذه الأسطر في آخر المقدمة حتى أتوسَّمَ فيها أنها من المقدمة زُحزحت عن مكانها، أو أنها مُدرجَةٌ في النسخة كفائدة قيّدها كاتبُها، ولم تكن من المقدمة. على أن حقَّها أن تُوضع في باب الحكاية لإفادة التفرقة بين استفهام الحكاية المسمَّى باستفهام الاستثبات، وبين الاستفهام الأُنف، وهو استفهام الاستعلام.

على أن قوله: "وللجماعة مَنُون أنتم" إلخ، تخليطٌ في الأمثلة بين أمثلة الاستفهام الاستعلامي، وهي الأمثلة التي قبل البيت، وبين أمثلة استفهام الحكاية الذي سبق البيت شاهدًا فيه على بعض لغات العرب عند يونس، وقال سيبويه: هو شاذ (٣).

١٥ - وقال في صفحة ٥٧: "وما طرح الخافض كقولك ليس خارجًا زيد"، جعل ما هو خبرٌ ليس منصوبًا على نزع الخافض، وهذا يدل على أن خلفًا يعتبر ليس


(١) البيت لشُمر [أو شُمير أو سُمير] بن الحارث الضبي (شاعر جاهلي)، كما قال أبو زيد الأنصاري والجاحظ (الذي يبدو أنه نقل عنه). كتاب النوادر في اللغة، ص ٣٨٠؛ كتاب الحيوان، ج ١، ص ١٨٦ و ٣٢٨؛ ج ٦، ص ١٩٧؛ سيبويه: الكتاب، ج ٢، ص ٤٣٠؛ ابن جني: الخصائص، ج ١، ص ١٦٥ (ولم يعزه إلى أحد). ونسبه المكودي لتأبط شرًّا. المكودي، أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح: شرح المكودي على ألفية ابن مالك، تحقيق فاطمة الراجحي (الكويت: جامعة الكويت، ١٩٩٣)، ج ٢، ص ٧٦١ - ٧٦٢.
(٢) الأحمر: كتاب مقدمة في النحو، ص ٥٥، الحاشية رقم ١.
(٣) قال سيبويه: "وهذا بعيد، وإنما يجوز هذا على قول شاعرٍ قاله مرة في شعر، ثم لم يُسمع بعدُ"، وذكر البيت ثم قال: "وهذا بعيد لا تتكلم به العرب، ولا يستعمله منهم ناسٌ كثير". الكتاب، ج ٢، ص ٤٣٠ - ٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>