للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرفًا لا فعلًا جامدًا، فإذا كان ليس حرفًا كان حق الجملة الاسمية بعده أن يكون جزءاها مرفوعين على أنهما مبتدأ وخبر. فلما وجدنا الجزء الثاني منصوبًا علمنا أن لا سبب لنصبه إلا اعتبار نزع الخافض، وهو الباء الذي يؤكد بها النفي.

ولا يُعرف القول بأن "ليس" حرف إلا لأبي علي الفارسي وأحمد بن شُقَيْر البغدادي (١)، وقد علمنا الآن أن خلفًا سبقهما إلى ذلك. فينبغي أن يُعزى إليه هذا القول.

١٦ - وقال في صفحة ٥٨: "لا يَبعَدَنْ قومي الأبيات الثلاثة" (٢)، إنما ذكر الأبيات الثلاثة لأنها تشمل على ما نصب بالمدح وهو قولها "النازلين والطاعنين"، وعلى ما رفع بالعطف على الصفة المرفوعة وهو "الطيبون والضاربون" في رواية المؤلف هنا؛ وفي تلك الصفات كلها روايات بنصب البعض ورفع البعض.

والمقصود وضوح الفرق للمبتدئ بين الإعرابين، وتنبيهه إلى أن تعدد الأوصاف يسوِّغ عدمَ اتباع بعضها لما قبله ونصبه على القطع المسمى بالمدح.


(١) هو أحمد بن الحسين (كما في ياقوت) أو ابن الحسن (كما في البغية) البغدادي المتوفى سنة ٣١٧ هـ. - المصنف.
(٢) الأبيات الثلاثة المشار إليها هي:
لَا يَبْعَدَنْ قَوْمِي الَّذِينَ هُمُ ... سُمُّ الْعُدَاةِ وَآفَةُ الْجُزْرِ
النَّازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ ... وَالطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأُزْرِ
وَالطَّاعِنِينَ لَدَى أَعِنَّتِهَا ... وَالضَّارِبُونَ، وَخَيْلُهُمْ تَجْرِي
وهي للخِرْنِق بنت بدر بن هفان، أخت طرفة بن العبد لأمه، من مقطوعة من عشرة أبيات من بحر ترثي فيها زوجها عمرو بن مرثد وابنها علقمة ابن عمرو وأخويه حسان وشُرحبيل الذين قُتلوا في يوم قُلاب. ديوان الخِرْنِق بنت بدر بن هفان أخت طرفة بن العبد، رواية أبي عمرو بن العلاء، تحقيق يسري عبد الغني عبد الله (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤١٠/ ١٩٩٠)، ص ٤٢ - ٤٧. وانظر كذلك: القالي: كتاب الأمالي، ص ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>