للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بولاق) (١)، ثم جعل نوعًا ثامنًا سماه تكرير الحروف، وهو الذي عده ثامنًا في التنويع (٢). ثم أتى بنوع ثامن جديد وهو تنافر الألفاظ (ص ١٠٩) (٣)، على أنه اعتذر عن تسمية ما يقبح من التقديم والتأخير معاظلة بأنه تِبع فيه مَنْ تقدمه (ص ٢٣١ الجامع الكبير) (٤).

٣ - ثالثًا أنه ذكر في "الجامع الكبير" النوعَ الأول من أنواع صفات اللفظة المفردَة، فبسط القولَ في ذلك، وأبدى رأيًا له مبتكَرًا (ص ٣٤ من الجامع الكبير) (٥)، ولا نجد له في "المثل السائر" في ذلك إلا كلامًا مختصرًا خليًّا عن إثبات رأيه فيه (ص ٩٢ - ٩٣ من المثل السائر طبع بولاق) (٦). فإثبات رأيه في الجامع الكبير يدل على أنه متأخر عما حرره في المثل السائر؛ لأن زيادة الآراء تدل على أنها حدثت له بعد ما سبق.


(١) المصدر نفسه، ص ٢٨٥.
(٢) المصدر نفسه، ص ١٩٥.
(٣) المصدر نفسه، ص ٢٩٦.
(٤) ابن الأثير: الجامع الكبير، نشرة هنداوي، ص ٣٨٨ - ٣٨٩.
(٥) لعل المصنف يشير بهذا إلى ما قاله ابن الأثير: "وإذا كانت الحال كذلك، فمن أي وجه تكتسب اللفظة الجودةَ والحسنَ غذا تركبت من حروف متباعدة المخارج؟ ومن أي وجه تكتسب الرداءة والقبح، إذا تركبت من حروف متقاربة المخارج؟ الجواب على ذلك أنا نقول: إنها اكتسبت حسنًا عند تلاكيبها من حروف متباعدة المخارج، واكتسبت قبحًا عند تركيبها من حروف متقاربة المخارج؛ لأن النطق إذا أتى على مخارج حروف اللفظة، وهي متباعدة، ليجمعها ويؤلفها، كان له في ذلك مهلة وأناة؛ لأن بين المخرج فسحةً وبعدًا، فتجيء الحروف عند ذلك متمكنة في مواضعها، غير قلقة ولا مكدودة. وإذا أتى النطقُ على مخارج حروف اللفظة وهي متقاربة، ليجمعها، لم يخلص من مخرج إلا وقد وقع في المخرج الذي يليه؛ لقرب ما بينها، فيكاد عند ذلك يعتبر أحدهما بالآخر، فتجيء مخارج حروف اللفظة قلقة مكدودة، غير مستقرة في أماكنها". الجامع الكبير، ص ١٦١.
(٦) ابن الأثير: المثل السائر، ج ١، ص ١٤٩ - ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>