للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ص ٢٣٥ جزء ٣) كلامًا منسوبًا إلى شارح ديوان النابغة بدون تسمية الشارح (١)، فتتبعته فوجدته مماثلًا لما يوجد في نسخة هذا الشرح التي بتونس. وتركُ البغدادي تسميةَ شارح الديوان يحتمل أن يكون لشهرة الشرح عندهم، بحيث إذا أُطلق عرف الشارح، ويحتمل أن يكون لعدم تعين الشارح.

وقد كنتُ عهدتُ إلى بعض الخبراء من أساتذة تونس حين سفره إلى القاهرة بأن يراجع في دار الكتب بالقاهرة شروحَ ديوان النابغة، فأخبرني أنه وجد نسخةً مماثلة للتي بالمكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة غير معزوة إلى مؤلِّف. لذلك يغلب على الظن أن هذا الشرح لأبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس؛ إذ قد ذكر ابن خلكان أن ابن النحاس فسر عشرة دواوين وأملاها. كما ذكر عاصم البطليوسي في شرحه لديوان النابغة أن لأبي جعفر النحاس شرحًا على شعر النابغة (٢)، فغلب على الظنِّ


(١) انظر الكلام المشار إليه في: البغدادي: خزانة الأدب، ج ٣، ص ٣٣٣. وفيها "وفي شرح ديوان النابغة". والشاهد هو رقم ٢٢٣ في نشرة عبد السلام هارون التي رجعنا إليها (ص ٣٢٧). وهو للنابغة من قصيدة قالها في مدح عمرو بن الحارث الأصغر ابن الحارث الأعرج ابن الحارث الأكبر (ملوك الشام الغسانيين)، وذلك لما هرب من النعمان بن المنذر اللخمي (من ملوك الحيرة)، وهو قوله:
وَلَا عَيْبَ فِيهِمْ إِلَّا أَنَّ سُيُوفَهُمْ ... بَهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ
ديوان النابغة الذبياني، ص ٤٧ (نشرة ابن عاشور).
(٢) وقد اشتمل كتاب البطليوسي على شرح ما سماه "الأشعار الستة الجاهلية"، وهي على التوالي دواوين امرئ القيس، والنابغة الذبياني، علقمة بن عبدة الفحل، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد العبسي، وطرفة بن العبد. ويضم ما أورده من شعر النابغة اثنتين وعشرين قصيدة ومقطوعة تكاد تكون هي عينها القصائد والمقطوعات التي شرحها الأعلم الشمنتري من رواية الأصمعي، مع اختلاف يسير في عدد الأبيات وترتيبها. أما ما ذكره المصنف هنا من قول عاصم إن لأبي جعفر النحاس شرحًا على شعر النابغة، فلم أجده في النشرة المحققة المطبوعة للكتاب، وقد يرجع ذلك إلى اختلافٍ بين النسخة التي كانت بين يدي المصنف والنسخ التي اعتمد المحققان. راجع: البطليوسي، الوزير أبو بكر عاصم بن أيوب: شرح الأشعار الستة الجاهلية، تحقيق ناصيف سليمان عواد ولطفي التومي (بيروت: المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، ط ١، ١٤٢٩/ ٢٠٠٨)، ج ١، ص ٢١٣ - ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>