للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذَا المَرْءُ لَم يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ ... فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ

وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا ... فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبيلُ (١)

ومن كلام حكماء اليونان قولُ سقراط الحكيم: " [رأس] الحكمة حسن الخلق". (٢) وقال أرسطو: "بلين الكلام تدوم المودةُ في الصدور، وبخفض الجناح


= يمدح فيها السموأل، كا رويت لهذا الأخير أشعارٌ فيها اعتزازٌ بقيم الشجاعة والوفاء والأنفة والعزة. ومع شهرة قصة السموأل مع امرئ القيس، وشيوع ما نُسب إليه من شعر ورواج تناقله بين رواة الأدب كأبي الفرج الأصفهاني، فقد كان هناك مَنْ شكك في صحة نسبة ذلك الشعر إليه، وخاصة القصيدة التي طالعها ما ذكره المصنف. ومن الذين وقفوا هذا الموقف ابن الأعرابي (ت ٢٣١ هـ) وأبو الحسن ابن طباطَبَا العلوي (ت ٣٢٢ هـ) وأبو بكر الصولِي (ت ٣٣٥ هـ) والمرزوقي (ت ٤٢١ هـ) شارح ديوان الحماسة، فقد ذكروا أنها لعبد الملك بن الحارثي، ونبهوا على أنها تُنسب خطأ إلى السموأل. والحارثي هو عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي من اليمن، من بني الحارث بن كعب، وهم بطنٌ من بطون مذحج، من عرب الجنوب، ومن هؤلاء بنو عبد المدان الذين يسكنون الفَلَجَة من أرض الشام، وهي اليوم في شرقي الأردن. وقد كتب الدكتور بكري شيخ أمين مقالًا في هذا الشأن بعنوان: "الكذبة التاريخية بين السموأل والحارثي"، نشر في المجلة الإلكترونية الموسومة: "أسواق المربد: مجلة الأديب العربي"، فراجعه للمزيد من التفاصيل. وقد عده ابن سلام (المتوفَّى سنة ٢٣١ هـ) من شعراء اليهود بالمدينة، وذكر شعرًا للأعشى يصف وفاء السموأل. الجمحي، محمد بن سلام: طبقات الشعراء، تحقيق جوزف هل وتقديم طه أحمد إبراهيم (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤٢٢/ ٢٠٠١)، ص ١٠٦. ومما قاله السموأل في شأن أدرع أمرئ القيس:
وَفَيْتُ بِأَدْرُعِ الكِنْدِيِّ إِنِّي ... إِذَا مَا ذُمَّ أَقْوَامٌ وَفَيْتُ
وَأَوْصَى عَادِيَا يَوْمًا بِأَلَّا ... تَهْدِمَ يَا سَمَوْأَلُ مَا بَنَيْتُ
بَنَا لِي عَادِيَا حِصْنًا حَصِينًا ... وَمَاءً كُلَّمَا شِئْتُ اسْتَقَيْتُ
الأصفهاني: الأغاني، ج ٨/ ٢٢، ص ٧٦؛ ديوان السموأل مطبوع مع ديوان عروة بن الورد، نشرة بعناية عيسى سابا (بيروت: دار صادر، بدون تاريخ)، ص ٧٩ - ٨٠.
(١) ديوان السموأل، ص ٩٠؛ البغدادي: منتهى الطلب من أشعار العرب، ص ٧٣٨.
(٢) ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (بيروت: دار الثقافة، ١٣٩٨ - ١٣٩٩/ ١٩٧٨ - ١٩٧٩)، ج ١، ص ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>