(٢) ومما شاع تعبيرًا عن معنى الأمن الذي ارتبط بالحرم ومكة عند العرب في الجاهلية المثل القائل: "آمَنُ من حمام مكة، ومن غزلان مكة". فلم يكن الأمنُ فيها خاصًّا بالبشر، بل شمل الطير والحيوان، وخاصة في الأشهر الحرم. قال النابغة: لَا وَالَّذِي آمَنَ الْغُزْلَانَ تَمْسَحُهَا ... رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الْغَيْلِ وَالسَّعَدِ انظر الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر: كتاب الحيوان، تحقيق عبد السلام محمد هارون (بيروت: دار إحياء التراث العربي، بدون تاريخ)، ج ٣، ص ١٣٩ - ١٤٢ و ١٩٢ - ١٩٥. وجاء صدر البيت في رواية ابن السكيت بلفظ: "والمؤمِّنِ الطَّيْرِ العائِذّاتِ يَمْسَحُهَا". ديوان النابغة الذبياني، ص ٢٥ (نشرة محمد أبو الفضل إبراهيم).