للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البحث والبرهان". (١) وقال في ذكر عِلم الفُرس: "وهو بعينه ذوق فضلاء اليونان، وهاتان الأمتان متوافقتان في الأصل". (٢)

وأحسب أن مسائلَ النمط التاسع والنمط العاشر من كتاب "الإشارات" (٣) هو ما يعنيه الشيخ ابن سينا بالحكمة المشرقية، فإن كتاب "الإشارات" هو آخرُ ما ألّفه الشيخ، كما صرّح به الصَّفَدي في "الوافِي في الوفيات". (٤) وقد وجدتُ من كلام الحكيم أبي بكر ابن الطفيل الأندلسي (٥) موافقًا لي على هذا الحسبان؛ فإنه قال في صدر رسالة "حي بن يقظان": "سألتَ أيها الأخ. . . أن أبثّ إليك ما أمكننِي [بثُّه] من أسرار الحكمة المشرقية التي ذكرها الشيخ [الرئيس] أبو علي ابن سينا. . . إلخ". (٦) ثم ذكر كلامًا لأبي بكر بن باجة (٧) في طريق تحصيل العلم، (٨) ثم قال عقِبه:


(١) شرح الشيرازي، ورقة ٤. - المصنف. شرح حكمة الإشراق، ص ١١.
(٢) شرح الشيرازي، ورقة ٧. - المصنف. شرح حكمة الإشراق، ص ١١.
(٣) وفيهما تحدث ابن سينا عن "مقامات العارفين" و"أسرار الآيات"، الإشارات والتنبيهات، القسم الرابع، ص ٤٧ - ١٦٤.
(٤) الصفدي، صلاح الدين خليل بن ايبك: الوافي بالوفيات، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط ١، ١٤٢٠/ ٢٠٠٠)، ج ١٢، ص ٢٥٠.
(٥) هو الحكيم أبو بكر محمد بن عبد الملك المعروف بابن طفيل (بضم الطاء وفتح الفاء) القيسي، الأندلسي. أصله من بلد وادي إش قرب غرناطة. توفي في مراكش سنة ٥٨١. انظر الإحاطة. - المصنف. ابن الخطيب، لسان الدين: الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله عنان (القاهرة: مكتبة الخانجي، ط ١، ١٣٩٤/ ١٩٧٤)، ج ٢، ص ٤٧٨ - ٤٨٢.
(٦) أمين، أحمد (محقق): حي بن يقظان لابن سينا وابن طفيل والسهروردي (القاهرة: دار المعارف بمصر، ١٩٥٢، سلسلة ذخائر العرب)، ص ٥٧؛ حي بن يقظان: النصوص الأربعة ومبدعوها، دراسة وتحقيق يوسف زيدان (القاهرة: دار الشروق، ط ١، ٢٠٠٨)، ص ١٢٥ - ١٢٦. والرابع هو ابن النفيس، وما بين الحاصرتين ليس في نشرة أحمد أمين.
(٧) هو الحكيم أبو بكر محمد بن يحيى، المعروف بابن باجة (بتشديد الجيم، كلمة من عجمية الأندلس بمعنى الفضة)، ويُعرف أيضًا بابن الصايغ (بصاد مهملة وغين معجمة)، السَّرقُسطي، الأندلسي، الفيلسوف الكبير، والشاعر المفلق. توُفِّيَ في مراكش ٥٣٣ وقيل سنة ٥٣٢. ترجمه ابن خلكان، وهو مذكور في قلائد العقيان. - المصنف.
(٨) وكلام ابن باجة الذي أشار إليه المصنف هو قوله: "إذا فهم المعنى المقصود من كتابه ذلك، ظهر عند ذلك أنه يفهم ذلك المعنى في رتبة يرى تفسه فيها مباينًا لجميع ما تقدم، مع اعتقادات أخر =

<<  <  ج: ص:  >  >>