للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ثلاث، والأشْهَرُ أنه كان في شهر رجب. (١)

ولم يزل المسلمون في تزايد، فاغتمت قريش بذلك، وائتمروا بدار الندوة، وأجمع أمرهم على أن يقطعوا صلة بني هاشم وبني المطلب، وتعاهدوا على ذلك، وكتبوا صحيفة بتسجيل ذلك اشتهرت بصحيفة القطعية، وعلقوها في جوف الكعبة إثباتًا لما تضمنته، وتوكيدًا على أنفسهم أن لا ينقضوها، فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب فدخلوا شعب أبي طالب مستهلَّ المحرم سنة سبع من البعثة. (٢) وكان أبو طالب يخرج في تلك المدة، ويحضر مجامعَ قريش على غضاضة.

وبقيَ بنو هاشم كذلك نحوًا من ثلاث سنين، وكان هشام بن عمرو بن ربيعة يمدهم في تلك المدة بالطعام واللباس؛ لأن أباه عمرو بن ربيعة كان ربيبًا لهشام بن


(١) وذكر ابن سعد أنه كان في رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا". الزهري: كتاب الطبقات الكبير، ج ١، ص ١٨١. وقد اختلفت الأقوال في المسألة، وفي ذلك يقول ابن حجر: "وقد اختُلف في وقت المعراج فقيل: كان قبل المبعث، وهو شاذ إلا إن حمل على أنه وقع حينئذ في المنام كما تقدم، وذهب الأكثر إلى أنه كان بعد المبعث. ثم اختلفوا: فقيل قبل الهجرة بسنة، قاله ابن سعد وغيره، وبه جزم النووي. وبالغ ابن حزم فنقل الإجماع فيه، وهو مردود، فإن في ذلك اختلافًا كثيرًا يزيد على عشرة أقوال: منها ما حكاه ابن الجوزي أنه كان قبلها بثمانية أشهر فيكون في رجب، وقيل بستة أشهر فيكون في رمضان. وحكى هذا الثاني أبو الربيع بن سالم، وحكي ابن حزم مقتضى الذي قبله؛ لأنه قال: كان في رجب سنة اثنتي عشرة من النبوة. وقيل: بأحد عشر شهرًا، جزم به إبراهيم الحربي حيث قال: كان في ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة، ورجحه ابن المنير في شرح السيرة لابن عبد البر. وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين، حكاه ابن عبد البر. وقيل: بسنة وثلاثة أشهر، حكاه ابن فارس. وقيل: بسنة وخمسة أشهر، قاله السدي، وأخرجه من طريقه الطبري والبيهقي، فعلى هذا كان في أو في رمضان، على إلغاء الكسرين منه ومن ربيع الأول، وبه جزم الواقدي، وعلى ظاهره ينطبق ما ذكره ابن قتيبة. وحكاه ابن عبد البر أنه كان قبلها بثمانية عشر شهرًا. وعند ابن سعد عن ابن أبي سبرة أنه كان في رمضان، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا. وقيل كان في رجب حكاه ابن عبد البر، وجزم به النووي في الروضة. وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين حكاه ابن الأثير. وحكي عياض وتبعه القرطبي والنووي عن الزهري أنه كان قبل الهجرة بخمس سنين، ورجحه عياض ومَنْ تبعه". العسقلاني: فتح الباري، "كتاب مناقب الأنصار"، ج ٢، ص ١٧٣٣.
(٢) ابن هشام: السيرة النبوية، ج ١/ ١، ص ٢٧٦ - ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>