(٢) من المناسب هنا أن نورد كلامًا جيدًا للقاضي عبد الجبار في مغزى اشتمال القرآن على آيات متشابهات، حيث يقول جوابًا عن السؤال: "كيف يجوز أن ينزل ما يشتبه والمراد البيان؟ وجوابنا أن ذلك ربما يكون أصلح وأقوى في المعرفة، وفي رغبة كل الناس في القرآن إذا طلبوا آية تدل على قولهم، ويكون أقرب إذا اشتبه إلى النظر بالعقل ومراجعة العلماء، وهذا يجوز أن يعرف المدرس أنه إذا ألقى المسألة إلى المتعلم من دون جواب يكون أصلح ليتكل على نفسه وغيره. . . وبين تعالى أن من في قلبه زيغ يتبع المتشابه كاتباع المشبهة والمجبرة ظاهر ما في القرآن فذمهم بذلك. والواجب اتباع الدليل، وليس في المتشابه آيةٌ إلا ويقترن بها ما يدل على المراد. والعقل يدل على ذلك، فالله تعالى جعل بعض القرآن متشابهًا ليؤدي إلى إثارة العلم وإلى أن لا يتكلوا على تقليد القرآن، ففيه مصلحة كبيرة". قاضي القضاة عماد الدين أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد: تنزيه القرآن عن المطاعن (القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، ٢٠٠٦)، ص ٥٩ - ٦٠. وانظر تفصيلَه لهذا الكلام في: المغني في أبواب التوحيد والعدل، ج ١٦: إعجاز القرآن، تحقيق أمين الخولي (نشرة مصورة عن طبعة =