للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقهاء غرناطة في عصره، وهو القرن الثامن -: "إن ما يجري عليه عملُ الناس وتقادمَ في عرفهم وعادتهم ينبغي أن يُلتمس له مخرجٌ شرعيٌّ على ما أمكن من وفاق أو خلاف (أي بين العلماء)، إذ لا يلزم ارتباطُ العمل بمذهب معين أو بمشهورٍ من قول قائل". (١)

وحكى الموّاق في كتابه عن شيخه ابن سراج (٢) - خاتمة فقهاء غرناطة في آخر


= الذي كان لا ينعته إلا بلقب الأستاذ الكبير الشهير. توفِّيَ أبو سعيد ابن لب عليه رحمة الله سنة ٧٨٢ هـ. حفظ الونشريسي الكثير من فتاوى ابن لب ونوازله. وقد نشر في الآونة الأخيرة كتابٌ يحتوي على كثير من تلك الفتاوى بعنوان "تقريب الأمل البعيد في نوازل الأستاذ أبي سعيد"، وللأسف فإن محقِّقَيْ الكتاب ومَنْ أشرف عليهما لم يعتنوا بمسألة نسبة الكتاب إلى ابن لب، وما إذا كان هو الذي جمع نوازله في هذا السفر، أو سماه بهذه التسمية. وهذا نقص منهجي فاضح في التحقيق العلمي، خاصة وأن الشخصين اللذين قاما "بتحقيق الكتاب" فعلا ذلك في إطار علمي جامعي بإشراف أستاذ متخصص، علمًا بأن مصادر ترجمة ابن لب لم تنسب له كتابًا بهذا العنوان. وليس بعيدًا أن يكون أحدُ العلماء المتأخرين عن عصر أبي سعيد انتهض لجمع تلك النوازل في سفر واحد وأعطاه العنوان المذكور، الأمر الذي تؤيده العبارة الآتية التي جاءت في قيد أول النسخة المعتمدة في التحقيق: "الحمد لله تعالى، هذا ما ألفيته من مسائل شيخ الجماعة وإمامها الفقيه الأستاذ العالم الحجة القدوة أبِي سعيد فرج بن لب التغلبي رحمه الله تعالى بمنه". الغرناطي، ابن لب: تقريب الأمل البعيد في نوازل الأستاذ أبي سعيد، تحقيق حسين مختاري وهشام الرامي (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٤/ ٢٠٠٤)، ج ١، ص ٥٩. فليت "المحققين" وقفا عند هذه العبارة وحاولا البحث والتحقيق فيمن يكون صاحبها، لا مجرد الاكتفاء باعتمادها أصلًا في "التحقيق".
(١) قال ابنُ لب هذا الكلام في جواب عن استفتاء حول بيع الكروم المجزأة المغروسة في أرض السلطان، ويبدو أنه سئل عن المسألة مرتين فأجاب عنها جوابًا متقاربًا. الونشريسي: المعيار المعرب، ج ٦، ص ٤٧١ وج ٨، ص ٣٨٨؛ تقريب الأمل البعيد، ج ٢، ص ٧٢. وقال أيضًا (ج ١، ص ١٧٠): "العادة القديمة يجب الحكم بها، ولا يجوز أن تُخالَف بإحداث شيء عليها لم يكن له أصلٌ في القديم إلا برضًا من أصحابه".
(٢) المواق هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الغرناطي، يُعرف بالمواق. لا تذكر المصادر التاريخية الكثير عنه أو عن أسرته، ولا عن تاريخ ولادته. من أشهر أساتذته أبو بكر محمد بن عاصم صاحب تحفة الحكام المتوفَّى سنة ٨٢٩ هـ، ومحمد بن عبد الملك المنتوري المتوفَّى سنة ٨٣٤ هـ، وأبو القاسم بن سراج (الذي يأتي ذكره بعد هذا)، ومحمد بن محمد الأنصاري السرقسطي المتوفَّى سنة ٨٦٥ هـ. توفي المواق سنة ٨٩٧ هـ وقد ناهز التسعين إن لم يتجاوزها. من تصانيفه =

<<  <  ج: ص:  >  >>