(٢) يقسم القياس حسب اعتبارات مختلفة، منها الوضوح والخفاء في علة الحكم، فيكون منه جلي وخفي، ومنها مدى تحقق العلة بين الأصل والفرع فيكون منه أولى ومساوي وأدنى. فالقياس الجلي هو ما كانت علةُ الحكم فيه ثابتة بالنص، والخفيُّ ما كانت العلةُ فيه مستنبطة. أما قياس الأولى فهو ما كان تحققُ العلة فيه أشدَّ في الفرع منه في الأصل. وقياس المساواة هو ما كانت علةُ الحكم فيه متحققة في الفرع كتحققها في الأصل. أما قياس الأدنى فهو الذي يكون تحقق العلة في الفرع أدنى منه في الأصل. على أن الأحناف يعدون الاستحسان قياسًا خفيًّا في مقابل القياس الجلي الذي يسبق إلى الأفهام بظاهر النص. انظر في هذا: المحبوبي، صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود: التنقيح في أصول الفقه (علق عليه إبراهيم المختار أحمد عمر الجبرتي)، نشرة بعناية إلياس قبلان (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ٢٠٠٩)، ص ٤٣٧ - ٤٤٦؛ التفتازاني، سعد الدين مسعود بن عمر: شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه، نشرة بعناية زكريا عميرات (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤١٦/ ١٩٩٦)، ج ٢، ص ١٧١ - ١٧٦. وقد عد الشيخ يوسف القرضاوي الأخذ بالحساب الفلكي في رؤية الهلال من باب قياس الأولى، حيث قال: "إن الأخذ بالحساب القطعي اليوم وسيلةً لإثبات المشهور، يجب أن يقبل من باب قياس الأَوْلى، =