(٢) هو أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج القرشي، المعروف بأبي عمران الفاسي. ينتسب إلى أسرة فاسية عريقة من أبي الحاج وأصله من بني غفجوم من قبيلة جراوة الزناتية. ولد بمدينة فاس ٣٥٦/ ٩٧٥ - ٩٧٦ وتلقى تعليمه الأول بها، لكنه تعرض للمضايقة من أمراء فاس المغراويين فرحل إلى قرطبة حيث تلقى العلم على يد أبي محمد عبد الله الأصيلي سعيد بن مريم وعبد الوارث بن سفيان وأبي الفضل أحمد بن قاسم. ثم انتقل إلى القيروان حيث استقر وأخد العلم على أبي الحسن علي القابسي، وذهب إلى مكة للحج وسمع من أبي ذر الهروي، وعرج بعد ذلك على بغداد. هناك حضر مجالس القاضي أبي بكر الباقلاني في الأصول، وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الحسن المستملي. وبعد رحلة طويلة عاد أبو عمران الفاسي إلى القيروان واستقر بها، وقد اشتهر بفقهه وإفتائه وتدريسه وخطابته. وبرع على الخصوص في علم الأصول وعلم الكلام والمناظرة. ولما ذاع صيته قدم إليه الطلبة من بلاد المغرب والأندلس، وأجاز العديد من الفقهاء. وكان تلاميذه من الفاسيين والسبتيين والأندلسيين والقيروانيين وغيرهم. ألف أبو عمران الفاسي كتاب التعاليق على المدونة وفهرسة، كما أخرج نحو مائة حديث. توفي بالقيروان في رمضان ٤٣٠/ يونيو ١٠٣٩، وقد بلغ من العمر ٦٥ سنة. (٣) هو تاج الدين أبو البقاء بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض بن عمر السلمي، الدَّميري، المصري، المالكي. ولد سنة بقرية دَميرة سنة ٧٣٤. فقيه مالكي، تقلى العلم على علماء كثيرين في مصر ومكة، وتخرج عليه عدد وافر من التلاميذ. من تصانيفه: الشامل (في فروع الفقه المالكي)، ثلاثة شروح على مختصر خليل، المناسك وشرحها، منظومة في المسائل التي لا يُعذر فيها بالجهل، شرح كتاب إرشاد السالك إلى أشرف المسالك في فقه الإمام مالك"، إلخ. توفي بهرام سنة ٨٠٥ هـ.