للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأحاديث الصحيحة أنه كان يسلم تسليمتين، وقال: «صلوا كما رأيتموني أصلي (١) » (٢) وعما احتجوا به أجوبة معروفة عند أهل العلم ذكرها شراح الحديث كصاحب كتاب (فتح الباري) و (نيل الأوطار) وغيرهما.

ثالثا: قولهم: إنه يزاد في السلام وبركاته، فهذا ليس خاصا بهم، بل قاله بعض أهل العلم، وثبت ذلك من حديث وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الأحاديث الصحيحة الكثيرة ليس فيها هذه الزيادة، والصواب: أنه لا بأس بهذه الزيادة إذا فعلها الإمام أو المنفرد أو المأموم بعض الأحيان جمعا بين الأحاديث، ولكن الأفضل أن يقتصر غالبا على (ورحمة الله) عملا بالأحاديث الصحيحة الكثيرة، ولعل النبي صلى الله عليه وسلم زادها في بعض الأحيان، فإذا فعل المسلم ذلك في بعض الأحيان فقد استعمل الأحاديث كلها، ومن تركها فلا بأس كما تركها علماؤنا وجمهور أهل العلم، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا محذورة بالترجيع في الأذان بمكة وهو شيء ثابت، ومع ذلك لم يأمر به بلالا


(١) صحيح البخاري الأذان (٦٣١) ، سنن الدارمي الصلاة (١٢٥٣) .
(٢) أخرجه البخاري برقم (٥٩٥) كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>