للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم يقول: «ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله (١) » رواه مسلم.

فعليكم معشر المسلمين بتقوى الله في أموركم عامة، وفي صلاتكم خاصة، أن تقيموها محافظين عليها وحافظين لها عما يبطلها أو ينقص كمالها، من تأخير لها عن أوقاتها الفاضلة من غير عذر شرعي، أو التثاقل عن أدائها جماعة في المساجد، أو الإتيان فيها بما يذهب الخشوع ويلهي القلوب عن استحضار عظمة من تقفون بين يديه تعالى، وتدبر لكلامه وذكره ومناجاته جل شأنه، من نحو تشاغل في أمور خارجة عنها، أو حركات غير مشروعة فيها، كالذي يحدث من البعض عبثا، من تعديل لباسه من غترة وعقال، ونظر إلى الساعة، أو تسريح شعر لحية ونحوها بعد الإحرام بها. كل هذا مما ينافي الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها وسبب قبولها. وتحذيرا من مثل هذا جاء الحديث: «إن الرجل ليقوم في الصلاة ولا يكتب له منها إلا نصفها إلى أن قال: إلا عشرها (٢) » رواه أبو داود بإسناد جيد.


(١) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه برقم ٢٢٨.
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب ما جاء في نقصان الصلاة برقم ٧٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>