للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لم أجد شيئا أثوبه لأمي؟ قال: صل لها» ؟

والجواب: هذا الحديث لا أصل له، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، ولا يشرع لأحد أن يصلي عن أحد في أصح قولي العلماء إلا ركعتي الطواف في حق من حج أو اعتمر عن غيره، وهكذا القراءة للغير والتسبيح والتهليل للغير تركه أولى؛ لعدم الدليل عليه، وإنما يصلي الإنسان ويقرأ ويسبح ويهلل ويذكر الله بأنواع الذكر من أجل طلب الثواب لنفسه.

أما الأموات من المسلمين الوالدة وغيرها فالمشروع: الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والعتق من النار، ومضاعفة الأجر، وقبول العمل، ورفع الدرجات في الجنة، ونحو ذلك من الدعوات الطيبة في الصلاة وغيرها، ومحل الدعاء في الصلاة: السجود، وفي آخر التحيات قبل السلام، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم (١) » ، خرجه مسلم في صحيحه، وروى أيضا مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء (٢) » .

ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه التحيات في آخر الصلاة قال: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو (٣) » ، وفي لفظ آخر قال عليه الصلاة والسلام: «ثم يتخير من المسألة ما شاء (٤) » ، متفق على صحته.

وكان صلى الله عليه وسلم يكرر الدعاء بين السجدتين بطلب المغفرة ويقول: «اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني واجبرني، وارزقني وعافني (٥) » ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في سجوده: «اللهم اغفر لي ذنبي كله،


(١) صحيح مسلم الصلاة (٤٧٩) ، سنن النسائي التطبيق (١٠٤٥) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٧٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٢١٩) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٢٦) .
(٢) صحيح مسلم الصلاة (٤٨٢) ، سنن النسائي التطبيق (١١٣٧) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٢١) .
(٣) صحيح البخاري الأذان (٨٣٥) ، صحيح مسلم الصلاة (٤٠٢) ، سنن النسائي السهو (١٢٩٨) ، سنن أبو داود الصلاة (٩٦٨) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٣١) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٠) .
(٤) صحيح مسلم الصلاة (٤٠٢) .
(٥) سنن الترمذي الصلاة (٢٨٤) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٥٠) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>