للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب (١) » ، وفي رواية: «لا أجد لك رخصة (٢) » وقال صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر (٣) »

وقال ابن مسعود (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض) (٤) فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على الصلوات في المساجد، واحذروا ما يصدكم عن ذلك، ويلهيكم عن ذكر الله من مجالس اللهو، والقيل والقال، وسماع الأغاني، وأشباه ذلك مما يصد عن الحق.

وكثير من الناس يظن أن المقصود من الأمر بالصلاة في المساجد أداء الصلاة في جماعة فقط، فإذا وجد عنده في بيته رجل أو أكثر قال: نحن جماعة فلا بأس أن نصلي في البيت، وهذا خطأ وقول على الله بلا علم.

والله أوجب الصلاة في المساجد لحكم كثيرة، منها: اجتماع المسلمين في بيت الله على هذه العبادة العظيمة خاضعين ذليلين بين يدي الله سبحانه يرجون رحمته ويخافون عقابه، ومنها التعارف والتعاون على البر والتقوى، فإذا رأى المسلم إخوانه يؤدون الصلاة في المسجد اقتدى بهم في ذلك؛ الأمير والشريف والغني والفقير وغيرهم في هذا سواء فيحصل لهم بذلك الاجتماع على الحق، والتعارف، ومشاهدة الغني لحال الفقير، والأمير لرعيته، ومنها أن ذلك مخالفة لأهل النفاق، وإرغاما للشيطان؛ لأن الشيطان يكره ظهور شرائع الإسلام، والمنافق


(١) سنن النسائي الإمامة (٨٥١) ، سنن أبو داود الصلاة (٥٥٢) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٩٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٤٢٣) .
(٢) سنن النسائي الإمامة (٨٥١) ، سنن أبو داود الصلاة (٥٥٢) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٩٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٤٢٣) .
(٣) رواه ابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات حديث ٧٨٥.
(٤) رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة حديث رقم ١٠٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>