للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتثاقل عن الصلاة في المساجد، ولا يأتيها إلا دبارا، فالمحافظ على الصلوات في المساجد قد أطاع ربه، وأطاع رسوله، وخالف هواه، وأرغم شيطانه، وسلم من مشابهة أهل النفاق، والمتخلف عنها بضد ذلك.

نسأل الله السلامة من طاعة النفس والهوى ونوائب الشيطان.

ومن أهم التقوى أداء الزكاة التي أوجبها الله على المسلمين في أموالهم شكرا له سبحانه على إنعامه، ومواساة لإخوانهم المحاويج، وهو سبحانه أعطى الكثير، ولم يطلب إلا القليل.

ثم هذا المطلوب منفعته لصاحبه، فالله يأجره عليه، ويخلفه عليه، وهو سبحانه غني عن طاعة العباد قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} (١) وقد قال الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (٢) وقال صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال عبد من صدقة (٣) » فأنت أيها المسلم الخائف من ربه المصدق بخبره إياك أن تظن أن الزكاة تنقص مالك بل هي تزيده وتنميه وتكون سببا للبركة، وربح التجارة، ومع ذلك تؤجر عليها أجرا جزيلا فبادر إلى أداء ما أوجب الله عليك وأحسن ظنك بربك، وأبشر بالخلف والأجر الجزيل، ولا ريب أن منع الزكاة من أعظم الأسباب لحلول العقوبات، ومرض القلوب، ونزع البركات، وحبس الغيث من السماء، وقد توعد الله من بخل بالزكاة بالعذاب الأليم


(١) سورة فصلت الآية ٤٦
(٢) سورة سبأ الآية ٣٩
(٣) رواه الترمذي في كتاب الزهد حديث رقم ٢٢٤٧، ورواه الإمام أحمد في كتاب مسند الشاميين حديث رقم ١٧٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>