للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسماهم بذلك؛ لأنك أيها المؤمن بالله واليوم الآخر تؤدي أعمالك وطاعتك وتترك المحارم عن إيمان وتصديق بأن الله أمرك بذلك، ونهاك عن المحارم، وأنه يرضى منك هذا العمل، ويثيبك عليه، وأنه ربك ولم يغفل عنك وأنت تؤمن بهذا، ولهذا فعلت ما فعلت فأديت الفرائض، وتركت المحارم، ووقفت عند الحدود، وجاهدت نفسك لله عز وجل.

وسمى الدين برا؛ لأن خصاله كلها خير، وسمى هذا الدين هدى؛ لأن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير الأخلاق وإلى خير الأعمال؛ لأن الله بعث نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليكمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما في الحديث عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (١) » وفي حديث أنيس أخي أبي ذر قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى مكارم الأخلاق» فهذا الدين سمي هدى؛ لأنه يهدي من استقام عليه إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما قال عز وجل: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (٢) وقال في أهله: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} (٣) وقال في أهله أيضا: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٤) وبهذا تعلم يا أخي معنى هذه الألفاظ (الإسلام) ، (الإيمان) (التقوى) ، (الهدى) (البر) : العبادة، إلى غير ذلك. وتعلم أيضا أن هذا الدين الإسلامي قد جمع الخير كله فمن


(١) مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٨١) .
(٢) سورة النجم الآية ٢٣
(٣) سورة البقرة الآية ٥
(٤) سورة البقرة الآية ١٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>