ما يعرف المرء إذا لم يصب بنكبة ما موقع العافيهْ والميت لا يألم ما مضه ومستريح صاحب الواقيهْ أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا علان الرزاز، قال: حدثنا الجاماسبي قال: قال لي رجل: كنت عند ابن السماك إذ جاءه رجل، فقال له: أعزك الله، إني قد أتيتك في حاجة، فقال: والله ما عندنا صفرا ولا بيضا، قال: والله ما جئنا في شيء من هذين الجوهرين، قال: وفيم ذاك؟ قال: سألني هذا الرجل أن أكلمك في أن تكلم بعض إخوانك في صداق أهله، قال: فأخذ ابن السماك رقعة، وكتب فيها: أطال الله بقاءك يا أبا العباس، إن الدهر قد كلح فجرح وجمح فطمح، وأفسد ما أصلح، فإن لم تعن عليه فضح. ودفعها إلى الرجل، فقال: أوصلها إلى الفضل بن يحيى، قال: فأوصلها فدعا الفضل صاحب بيت ماله، فقال: ما في بيت مالنا؟ قال: ألف ومائتا دينار، وثلاثون ألف درهم، قال: احملها إلى أبي العباس، وأعلمه أنا في ضيقة، فلما أتي بالمال قال: ادفعوه إلى الرجل، قال: إنما يكفي هذا الرجل ألف أو ألفان، قال: ما جاء بسببه فهو له.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزاز، وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال أحمد: حدثنا، وقال علي: أخبرنا علي بن محمد المصري، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: بعث هارون أمير المؤمنين إلى محمد بن السماك في آخر شعبان فأحضره، فقال له يحيى بن خالد: أتدري لم بعث إليك أمير المؤمنين؟ قال: لا أدري، قال له يحيى بن خالد: بعث لما بلغه عنك من حسن دعائك للخاصة والعامة، فقال له ابن السماك: أما ما بلغ أمير المؤمنين