ولمحمد واحدة، فقلت: لا يجيء منه هذا، قال: فاقطع لي منه جبة وقلنسوة، وبخل بثوب آخر يخرجه للمهدي، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ففرقت على الموالي، والغلمان، والخدم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال: أخبرنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني يونس بن عبد الله الخياط قال: دخل ابن الخياط المكي على أمير المؤمنين المهدي، وقد مدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس، وقال:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى ولم أدر أن الجود من كفه يعدي فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى أفدت وأعداني فبددت ما عندي فنمى إلى المهدي فأعطاه بدل كل درهم دينارا.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثنا هارون بن ميمون الخزاعي، قال: حدثنا أبو خزيمة الباذغيسي قال: قال المهدي أمير المؤمنين: ما توسل إلي أحد بوسيلة، ولا تذرع بذريعة هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها، وأحسن ربها؛ لأن منع الأواخر يقطع شكر الأوائل.
أخبرني محمد بن عبد الواحد بن محمد الأكبر، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان، قال: أخبرني محمد بن الفضل، قال: أخبرني بعض أهل الأدب عن حسن الوصيف، قال: قعد المهدي قعودا عاما للناس، فدخل رجل، وفي يده نعل في منديل، فقال: يا أمير