المؤمنين هذه نعل رسول الله ﷺ قد أهديتها لك، فقال: هاتها فدفعها إليه فقبل باطنها، ووضعها على عينيه، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم، فلما أخذها وانصرف قال لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله ﷺ لم يرها، فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه قال للناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله ﷺ فردها علي، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي، وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه، وقبلنا هديته، وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح.
أخبرنا أبو الحسن الطاهري، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني المدائني قال: دخل على المهدي رجل، فقال: يا أمير المؤمنين إن المنصور شتمني، وقذف أبي، فإما أمرتني أن أحلله، وإما عوضتني فاستغفرت له، قال: ولم شتمك؟ قال: شتمت عدوه بحضرته فغضب، قال: ومن عدوه الذي غضب لشتمه؟ قال: إبراهيم بن عبد الله بن حسن، قال: إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه، قال: إنه كان عدوا له، قال: فلم ينتصر للعداوة إنما انتصر للرحم. فأسكت الرجل، فلما ذهب ليولي قال: لعلك أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك بلغ من هذه الدعوى! قال: نعم، فتبسم، ثم أمر له بخمسة آلاف درهم.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني أبو الحسن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن زياد قال: دخل مروان بن أبي