انظر يا ابن أبي ذئب! قال: قد نظرت، قال: فولى وهو يقول [من الطويل]: أتيت ابن ذيب أبتغي الفقه عنده فطلق حبي البت بتت أنامله أطلق في فتوى ابن ذئب حليلتي وعند ابن ذئب أهله وحلائله قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عن دعلج بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت مصعبا الزبيري، عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن أبي عاصم، أنه قال: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة، وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب، فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الجوهري، قالا: حدثنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: حدثنا الحارث بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس، وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفى قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد، ويغشاه فلا يطرده، ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة. ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا - ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
وأخبرني أخوه قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل