فيما يرويه، ويذكرون أنه روى عن ابن حبش رواية لم تكن عنده، وزعم أنه قرأ بها عليه. وسمعت أبا يعلى محمد بن الحسين السراج - وكان أحد من يرجع إليه في شأن القراءات وعلم رواياتها - يذكره ذكرا غير جميل.
وحدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي، قال: كان عبد السلام البصري قد قرأ على أبي علي الفارسي معاني القرآن عن أبي إسحاق الزجاج، ووقعت إلي النسخة فلم أجد لأبي العلاء فيها سماعا إلا في المجلس الأول، فذُكر ذلك لأبي العلاء فقال: أنا قرأت الكتاب كله على أبي علي من نسخة أخرى. قال أبو الفضل: ولم يُقرأ كتاب المعاني على أبي علي الفارسي غير دفعة واحدة، وسمعه الناس منه مع عبد السلام البصري.
ورأيت لأبي العلاء أصولا عتقا سماعه فيها صحيح وأصولا مضطربة، وسمعته يذكر أن عنده تاريخ شباب العصفري فسألته إخراج أصله به لأقرأه عليه فوعدني بذلك. ثم اجتمعت مع أبي عبد الله الصوري فتجارينا ذكره فقال لي: لا ترد أصله بتاريخ شباب فإنه لا يصلح لك. قلت: وكيف ذاك؟ فذكر أن أبا العلاء أخرج إليه الكتاب فرآه قد سمع فيه لنفسه تسميعا طريا، مشاهدته تدل على فساده.
وذاكرت أبا العلاء يوما بحديث كتبته عن أبي نعيم الحافظ عن أبي محمد ابن السقاء، فقال: قد سمعت هذا الحديث من ا ن السقاء وكتبه عني عبد الله بن بكير، وكتاب ابن بكير عندي، فسألته إخراجه إلي فوعدني بذلك. ثم أخرجه إلي بعد أيام وإذا جزء كبير بخط ابن بكير قد كتب فيه عن جماعة من الشيوخ، وقد علق عن أبي العلاء فيه الحديث، ونظرت في الجزء فإذا ضرب طري على تسميع من بعض أولئك الشيوخ، ظننت أن أبا العلاء كان قد ألحق ذلك التسميع لنفسه، ثم لما أراد إخراج الجزء إلي خشي أن أستنكر التسميع لطراوته فضرب عليه. ورأيت له أشياء سماعه فيها مفسود إما