للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محكوك بالسكين أو مصلح بالقلم. ثم قرأت عليه حديثا من المسلسلات فقال: هذا الحديث عندي بعلو من طريق غير هذا، فسألته إخراجه فأخرجه إلي في رقعة بخطه، وقرأه علي من لفظه فقال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ، وهو آخذ بيدي، قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، وهو آخذ بيدي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني مالك، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني نافع وهو آخذ بيدي، قال: حدثني ابن عباس، وهو آخذ بيدي، قال: قال لي رسول الله وهو آخذ بيدي: من أخذ بيد مكروب أخذ الله بيده. فلما قرأه علي استنكرته وأظهرت التعجب منه وقلت له: هذا الحديث من هذا الطريق غريب جدا، وأراه باطلا. فذكر أن له به أصلا نقله منه إلى الرقعة، وأن الأصل قريب إليه، لا يتعذر إخراجه عليه، واعتل بأن له شغلا يمنعه عن إخراجه في ذلك الوقت، فسألته أن يخرجه بعد فراغه من شغله فأجاب إلى أنه يفعل ذلك، وانصرفت من عنده فالتقيت ببعض من كان يختص به، فذكرت له القصة، وقلت: هذا حديث موضوع على أبي يعلى الموصلي، وكنت قد سمعته من غير أبي العلاء بنزول، وقلت: ما أظن القاضي إلا قد وقع إليه نازلا من الطريق الموضوع، فركبه وألزقه في روايته فحدث به عن عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقاء، فلما كان بعد أسبوع اجتمعت معه، فقال لي: قد طلبت أصل كتابي بالحديث، وتعبت في طلبه فلم أجده، وهو مختلط بين كتبي، فسألته أن يعيد طلبه إياه. فقال: أنا أفعل. ومكثت مدة أقتضيه به وهو يحتج بأنه ليس يجده، ثم قال لي: أيش قدر هذا الحديث؟ وكم عندي مثله يروى عني؟ فما سمعني غيره. وسئل أبو العلاء بعد إنكاريه عليه أن يحدث به فامتنع ولم يروه أحد بعدي والله أعلم.

حدثني القاضي أبو العلاء بعد هذه القصة التي شرحتها بمدة طويلة من

<<  <  ج: ص:  >  >>