ابن أبي الصهباء الشاعر، قال: حدثني الفرزدق الشاعر، قال: حدثني عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر، قال: حدثني أبي حسان بن ثابت الشاعر، قال: قال رسول الله ﷺ: اهج المشركين وجبريل معك. وقال لي: إن من الشعر حكمة. أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين والغرباء مع تعجبي منه، فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وطرائف، وكان موطنه وراء نهر جيحون، وحدث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي، ولم ألحق بخراسان من سمع منه، ولا علمت أنه قدم بغداد. فلما حدثني عنه أبو العلاء جوزت أن يكون ورد إلينا حاجا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع معه أبو العلاء منه، ولم يتسع له المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه وتظهر عندنا رواياته. فلما كان في سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وقع إلي جزء بخط أبي عبد الله بن بكير قد كان جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه، فوجدت في جملتها بخط ابن بكير: حدثني الحسن بن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي، قال: أخبرني عبد الله بن موسى السلامي الشاعر مشافهة، قال: حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه، بسياقه ولفظه. وكان في الجزء حديث آخر عن ابن طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي، ذكر ابن الطاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة، فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا، وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع أبي العلاء، وقال له: أيها القاضي، لا ترو عن عبد الله بن موسى السلامي، فإن هذا الشيخ حدث بنواحي بخارى ولم يرد بغداد. فقال أبو العلاء: ما رأيت هذا السلامي