الحويتي في سكة ابن سمرة، فكنا نصير إليه نجالسه ونسمع كلامه ونكتب ما يجري في المجلس من أخباره، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الله: كيف كنيت أبا العيناء؟ قال: قلت لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري: يا أبا زيد، كيف تصغر عينا؟ فقال: عيينا يا أبا العيناء، فلحقت بي منذ ذاك.
حدثنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدل، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، قالوا: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، قال: حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم، قال: أتيت عبد الله بن داود الخريبي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث. قال: اذهب فتحفظ القرآن. قال: قلت: قد حفظت القرآن. قال: اقرأ ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ﴾ قال: فقرأت العشر حتى أنفدته. قال: فقال لي: اذهب الآن فتعلم الفرائض. قال: قلت: قد تعلمت الصلب والجد والكبر. قال: فأيما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمك؟ قال: قلت: ابن أخي. قال: ولم؟ قال: لأن أخي من أبي وعمي من جدي. قال: اذهب الآن فتعلم العربية. قال: قلت: علمتها قبل هذين. قال: فلم قال عمر بن الخطاب - يعني حين طعن: يالَ الله، يالِ المسلمين، لم فتح تلك وكسر هذه؟ قال: قلت: فتح تلك اللام على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار. قال: فقال: لو حدثت أحدا حدثتك. واللفظ لأبي الفرج.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، قال: حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب، قال: حدثني علي بن محمد الوراق، قال: حدثني علي بن سليمان الأخفش، قال: سمعت أبا العيناء يقول: كنت في أيام الواثق مقيما بالبصرة، فكنت يوما في الوراقين بها إذ رأيت مناديا مغفلا في يده مصحف