أحمد بن أبي طاهر لنفسه في أبي العيناء محمد بن القاسم [من مجزوء الكامل]:
كنا نخاف من الزما ن عليك إذ عمى البصر لم ندر أنك بالعمى تغنى ويفتقر البشر أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قال: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني محمد بن المرزبان، قال: قال لي أبو العيناء الضرير: مدحني أبو العالية [من الخفيف]:
كتبت لابن قاسم مأثرات فهو للخير صاحب وقرين أحول العين والمودة زين لا أحولال بها ولا تلوين ليس للمرء شائنا حول العـ ـين إذا كان فعله لا يشين قال أبو بكر: قال لي محمد بن المرزبان: فقلت لأبي العيناء: يا أبا عبد الله، وكنت قبل أن يذهب بصرك أحول؟ من حول إلى عمى؟ من سقم إلى بلاء؟ فقال لي: ما صعد إلى السماء اليوم أشنع من هذا، ابن المرزبان يتنادر على أبي العيناء!
أخبرني الصيمري، قال: حدثنا محمد بن عمران الكاتب، قال: حدثني محمد بن أبي الأزهر، قال: حدثني أبو العيناء محمد بن القاسم، قال: كان لي صديق فجاءني يوما فقال لي: أريد الخروج إلى فلان العامل، وأحببت أن يكون معي إليه وسيلة، وقد سألت مَن صديقه؟ فقيل لي: أبو عثمان الجاحظ، وهو صديقك، فأحب أن تأخذ لي كتابه إليه بالعناية. قال: فصرت إلى الجاحظ، فقال لي: في أيشيء جاء أبو عبد الله؟ فقلت: مسلما وقاضيا للحق، وفي حاجة لبعض أصدقائي، وهي كذا وكذا. فقال: لا تشغلنا الساعة عن المحادثة وتعرف أخبارنا، إذا كان في غد وجهت إليك بهذا الكتاب. فلما كان