واعلم أن الخيانة فطنة، والأمانة حرفة، والجمع كيس، والمنع صرامة، وليس كل يوم ولاية، فاذكر أيام العطلة، ولا تحقرن صغيرا فإن من الذود إلى الذود إبلا، والولاية رقدة فتنبه قبل أن تُنبه، وأخو السلطان أعمى عن قليل سوف يبصر، وما هذه الوصية التي أوصى بها يعقوب بنيه، ولكن رأيت الحزم في أخذ العاجل وترك الآجل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي البصري، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن القاسم المعروف بأبي العيناء يعزي جدي أبا بكر بن أبي عدي على زوجته فاطمة بنت الحسن بن عمران بن ميسرة، فقال: إذا كان سيدنا إدام الله عزه، البقية، ودفعت عنه الرزية، كانت التعزية تهنئة، والمصيبة نعمة. ثم جلس وأنشد [من السريع]:
نحن ومن في الأرض نفديكا لا زلت تبقى ونعزيكا أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، قال: أنشدنا محمد بن القاسم أبو العيناء [من الطويل]:
لعمرك ما حق امرئ لا يعد لي على نفسه حقا علي بواجب وما أنا للنائي علي بوده بودي وصافي خلتي بمقارب ولكنه إن مال يوما بجانب من الصد والهجران ملت بجانبي أخبرني الصيمري، قال: حدثنا محمد بن عمران، قال: حدثني علي بن محمد الوراق، قال: قال ابن وثاب لأبي العيناء: أنا والله أحبك بكليتي. فقال: إلا عضوا واحدا؟ فبلغ ذلك ابن أبي دؤاد، فقال: لقد وفق في التحديد عليه.