اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله ﷺ فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم، فقام النبي ﷺ فصلى ست ركعات في أربع سجدات، كبر ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ القراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحو ذلك، ثم قام، ثم رفع رأسه، فقرأ الثالثة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه وانحدر للسجود فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد، ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها، إلا أن يكون ركوعه نحوا من قيامه، ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف معه، ثم تقدم فقام في مقامه، وتقدمت الصفوف معه، فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس. فقال: يا أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي.
كذا روى لنا هذا الحديث أبو عبد الله المخزومي عن الصولي عن أبي داود، وهو وهم، إنما رواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، أورده أحمد في المسند كذلك، ورواه أبو داود عنه في السنن كذلك، أخبرناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وأخبرناه الحسن بن علي التميمي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى، عن عبد الملك، قال: حدثني عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، وساق الحديث بطوله.