أنشدني أبو القاسم الأزهري، قال: أنشدنا عبيد الله بن محمد المقرئ، قال: أنشدنا أبو بكر الصولي لنفسه [من البسيط]:
أحببت من أجله من كان يشبهه وكل شيء من المعشوق معشوق حتى حكيت بجسمي ما بمقلته كأن سقمي من جفنيه مسروق أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن جامع الدهان، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال: أنشدنا بعض الوزراء يوما بيتا للبحتري، وجعل يردده ويستحسنه، وهو:
وكأن في جسمي الذي في ناظريك من السقم فجذبت الدواة وعملت بحضرته:
أشبهت من أجله من كان يشبهه وكل شيء من المعشوق معشوق كذا رواه لنا البرقاني، وإنما هو: أحببت من أجله.
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته كأن سقمي من عينيه مسروق فاستحسن ذلك ووصلني، ثم إن رجلا من الكتاب يعرف بالرحوفي ادعى هذين البيتين، فعاتبته فقال: هبهما لي. فقلت له: أخاف أن تمتحن بقولك مثلهما فلا تحسن. فقال: قل أنت. فعملت بحضرته [من البيسط]:
إذا شكوت هواه قال ما صدقا وشاهد الدمع في خدي قد نطقا ونار قلبي في الأحشاء ملهبة لولا تشاغلها بالجسم لاحترقا يا راقد العين لا يدري بما لقيت عين تكابد فيه الدمع والأرقا يكاد شخصي يخفى من ضني جسدي كأن سقمي من عينيك قد سرقا