وقال: حدثني فليح، قال: حدثنا الزهري، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: من لقم أخاه لقمة حلواء، ولم يكن ذلك مخافة من شره، ولا رجاء لخيره، صرف الله عنه سبعين بلوى في القيامة.
هذا حديث منكر جدا وإسناده صحيح، وقد كنت أظن الحمل فيه على الفقاعي، حتى ذكر لي عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، أن محمد بن جعفر الفقاعي مشهور عندهم ثقة، قال: ومات بعد سنة سبعين وثلاثمائة، ولم يدرك الصوفي، وإنما يروي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبي بكر ابن الأنباري، وطبقتهما. ثم أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم ابن السوطي الحسين بن محمد بن إسحاق البزاز، قال: سمعت أبا الطيب محمد بن الفرخان الدوري يقول: سمعت أحمد بن عبد الجبار الصوفي يقول: لما مضيت إلى أبي الربيع الزهراني إلى البصرة لأسمع منه الحديث، وكان رأيه رأي الصوفية، ضربت الباب فقالت الجارية: هو على حاجة، فقلت لها: قولي له: صوفي بغدادي صاحب حديث! فقال: افتحي له. فدخلت إليه، فقال: إذا كان الصوفي بغداديا صاحب حديث، فهو الزبد بالنرسيان، ادن يا غلام. ثم ناولني لقمة فالوذ، ثم قال لي: كل. ثم قال: اكتب: حدثني فليح بن سليمان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: من لقم أخاه المسلم لقمة حلوى لا يرجو بها خيره، ولا يتقي بها شره لا يريد بها إلا الله، وقاه الله مرارة الموقف يوم القيامة. فبانت لنا علة الحديث الأول إذ الحمل فيه على محمد بن الفرخان، ونرى أن الفقاعي عنه رواه، وسقط اسم محمد بن الفرخان من