شيخا يسمى عيدان يستقي على بعير له، وكان جعفيا صحيح النسب.
قال: وقد كان المتنبي لما خرج إلى كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني، ثم ادعى بعد ذلك النبوة، ثم عاد يدعي أنه علوي، إلى أن أشهد عليه بالشام بالكذب في الدعوتين، وحبس دهرا طويلا، وأشرف على القتل. ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق.
أخبرنا التنوخي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو علي بن أبي حامد، قال: سمعت خلقا بحلب يحكون، وأبو الطيب المتنبي بها إذ ذاك، أنه تنبأ في بادية السماوة ونواحيها إلى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الإخشيذية، فقاتله وأسره، وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب، وغيرهما من قبائل العرب، وحبسه في السجن دهرا طويلا، فاعتل وكاد أن يتلف حتى سئل في أمره، فاستتابه، وكتب عليه وثيقة أشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه، ورجوعه إلى الإسلام، وأنه تائب منه ولا يعاود مثله، وأطلقه.
قال: وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، وكانوا يحكون له سورا كثيرة، نسخت منها سورة ضاعت، وبقي أولها في حفظي، وهو: وال جم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على سننك، واقف أثر من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه وضل عن سبيله، قال: وهي طويلة لم يبق في حفظي منها غير هذا، قال: وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة، ونحن إذ ذاك بحلب يذكر له هذا القرآن وأمثاله مما كان يحكى عنه، فينكره ويجحده.
قال: وقال له ابن خالويه النحوي يوما في مجلس سيف الدولة: لولا أن