قال الوليد: وحدثنا علي بن أحمد، قال: حدثنا أبو العرب، قال: حدثنا مالك بن عيسى، قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري، عن عبد الله بن صالح العجلي، قال مالك بن عيسى: فقلت لعباس الدوري: إن له ابنا عندنا بالمغرب، فقال: أحمد؟ قلت: نعم، قال عباس: إنما كنا نعده مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
قال الوليد: قال لي علي بن أحمد، وقد ذكر أحمد بن عبد الله بن صالح: إن ابن حنبل، وابن معين قد كانا يأخذان عنه.
أخبرنا حمزة، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن تميم الحافظ، قال: سمعت أحمد بن مغيث مغربي ثقة، يقول: سئل يحيى بن معين، عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم، فقال: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة. قال الوليد: وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق قبل خروج أحمد بن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ إلا أنه دونه في السن، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل. وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب الحديث، وأعلى إسنادا، وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعا وزهدا من محمد بن إسماعيل البخاري. وهو كثير الحديث خرج من الكوفة والعراق بعد أن تفقه في الحديث، ثم نزل أطرابلس المغرب.
قال الوليد: قلت: لزياد بن عبد الرحمن: أي شيء أراد أحمد بن عبد الله بن صالح بخروجه إلى المغرب؟ فقال: أراد التفرد للعبادة يحكى ذلك عن مشايخ المغرب، وسمعت علي بن أحمد يحكي نحو ذلك.
قال الوليد: وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب، وحديثه عزيز