الحسين الفقيه الهمذاني، قال: سمعت جعفرا الخلدي يقول: سمعت أبا العباس بن مسروق يقول: أردت السفر فودعت والدتي، وخرجت، ومضى لي أيام، فلما كان في يوم من الأيام وقفت وقفة، فلم يكن لي قدم إلى قدام، ولم أدر ما العلة، فرجعت فجئت باب الدار ففتحت الجارية الباب، فرأيت والدتي في بيت الدهليز وقد لبست سوادا، فهالني ذاك منها، فقلت لها: يا أمي أيش الخبر، فقالت لي: يا بني، اعتقدت من وقت خرجت أن ألزم هذا البيت وأصوم، ولا أدخل الدار حتى تجيء، فعلمت أن رجوعي وتلك الوقفة كان لأجلها.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجريري يقول: دعانا أبو العباس بن مسروق ليلة إلى بيته، فاستقبلنا صديق لنا، فقلنا: ارجع معنا فنحن في ضيافة الشيخ، فقال: إنه لم يدعني، فقلت: نحن نستثني كما استثنى رسول الله ﷺ بعائشة، فرددناه، فلما بلغ باب الشيخ أخبرناه بما قال وقلنا له، فقال: جعلت موضعي من قلبك أن تجيء إلى منزلي من غير دعوة، علي كذا وكذا إن مشيت إلى الموضع الذي تقعد فيه إلا على خدي وألح، ووضع خده على الأرض، وحمل الرجل، ووضع قدمه على خده من غير أن يوجعه، وسحب الشيخ وجهه على الأرض إلى أن بلغ موضع جلوسه.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، قال: حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن مسروق، قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، والخلق مجتمعون إذ نادى مناد: الصلاة جامعة،