الوقت مضى إلى السوق، فيظن أستاذه أنه قد تغدى في منزله، ومن في بيته عندهم أنه قد أخذ معه غداءه، وهو صائم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت علي بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النوري ذات يوم فرأيت رجليه منتفختين، فسألته عن أمره، فقال: طالبتني نفسي بأكل التمر، فجعلت أدافعها فتأبى علي، فخرجت واشتريت، فلما أن أكلت، قلت لها: قومي حتى تصلي، فأبت علي، فقلت: لله علي إن قعدت على الأرض أربعين يوما فما قعدت.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي، قال: سمعت نصر بن أبي نصر العطار يقول: سمعت علي بن عبد الله البغدادي يقول: سمعت فارسا الجمال يقول: لحق أبا الحسين النوري علة، والجنيد علة، فالجنيد أخبر عن وجده، والنوري كتم، فقيل له: لم لم تخبر كما أخبر صاحبك، فقال: ما كنا نبتلى ببلوى نوقع عليها الشكوى، ثم أنشأ يقول [من المجتث]:
إن كنت للسقم أهلا فأنت للشكر أهلا عذب فلم يبق قلب يقول للسقم مهلا فأعيد على الجنيد ذلك، فقال: ما كنا شاكين، ولكن أردنا أن نكشف غبن القدرة فينا.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، قال: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قال: سمعت علي بن عبد الله البغدادي بنيسابور يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: اعتل النوري فبعث إليه الجنيد بصرة فيها دراهم،